5 أيام على الانتخابات العراقيّة: دعم أميركي لإطاحة المالكي

5 أيام على الانتخابات العراقيّة: دعم أميركي لإطاحة المالكي

25 ابريل 2014
2300 اعلامي محلي و300 اعلامي أجنبي سيتابعون الانتخابات (getty)
+ الخط -

يعيش مشهد التحضير للانتخابات العراقية، المقررة في 30 أبريل/ نيسان الحالي، تغييرات أمنية وسياسية واستبعاد مرشحين وإقصاء مدن كاملة ذات مكوِّن مذهبي معيّن. جميعها عوامل تضرب نزاهة الاقتراع، وتحالفاته الجديدة المدعومة أميركياً.

وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عن اكتساب قرار استبعاد المئات من المرشحين عن السباق الانتخابي، الدرجة القطعيّة من القضاء، بتهم تتعلق بالفساد المالي والإداري، والارهاب وسوء السمعة والسلوك، والمخالفة القانونية، والجنسية المزدوجة، وتزوير شهادات تخرُّج جامعية، في حين أنهم لا يملكون أكثر من الشهادة الثانوية.

بالأرقام

ويقول نائب رئيس مجلس المفوضية، كاطع الزوبعي، إنّ العدد النهائي للمرشحين المتنافسين بات 9032 مرشحاً، من بينهم 2607 نساء، بعدما كان العدد، قبل التدقيق القضائي والقانوني، 9753 مرشحاً على 320 مقعداً. ويمثل المستبعدون كافة محافظات العراق، وينتمون إلى جميع الكتل السياسية.

ويكشف الزوبعي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اللجنة فرضت عقوبات مالية على 70 مرشحاً بسبب مخالفتهم القانون الانتخابي.

وتابع الزوبعي أن "انتخابات الخارج ستُجرى في 19 دولة، وقد تم افتتاح 14 مركزاً في خمس دول. ويشير الزوبعي إلى أن "عدد المراقبين المحليين هم 53 الفاً و493 مراقباً"، في حين بلغ عدد المراقبين الاجانب 1540 مراقباً يرافقهم 120 مترجماً".

كما سُجّل "2300 إعلامي محلي، بالاضافة الى 300 إعلامي أجنبي، سيقومون بعملية تغطية الانتخابات، ولهم حرية الدخول والمراقبة والرصد".

إجراءات استثنائية

وكان رئيس الوزراء، نوري المالكي، قد أعلن، يوم الأربعاء، عن اعتماد نظام جديد لحماية مراكز الاقتراع، يقوم على وضع قوة عسكرية أمام كل مركز انتخابي، "ستتعامل بحزم وبشدة مع كل مَن يخالف النظام"، داعياً الى الحذر من "محاولات التزوير في صناديق الاقتراع التي تُعَدّ لها العدة".

ويشير عضو اللجنة الامنية العليا للإشراف على الانتخابات، العقيد الركن حكمت المساري، لـ"العربي الجديد"، إلى أن تغييرات كبيرة طرأت على الخطة الخاصة بالانتخابات، تتضمن الدفع بنحو مليون جندي وشرطي إلى المدن، ورفع عدد العناصر المكلفة بحماية المراكز الانتخابية وتوفير غطاء جوي للرصد والمراقبة بواسطة مروحيات وطائرات من دون طيار".

بدوره، أوضح رئيس رئيس لجنة متابعة الانتخابات في محافظة الانبار، وليد علي، أن نحو 60 في المئة من مدن الانبار، لن تجرى فيها أي انتخابات، كالفلوجة والكرمة والصقلاوية والفلاحات والحلابسة ونعيمية والجزء الجنوبي من مدينة الرمادي، على أن يكون على المهجرين من أهل تلك المدن "التوجه الى مراكز اقتراع أخرى في المدن التي نزحوا اليها للتصويت".

واتهم النائب في البرلمان، خالد الدليمي، الحكومة بإخراج مدن جديدة في بغداد من السباق الانتخابي من مكوّن مذهبي معين، "على خلفية نوايا خبيثة". وقال الدليمي إن حكومة المالكي "تعمّدت فتح السدود وإغراق مدن النصر والسلام وابو غريب والحصوة وصدر اليوسفية وزوبع وأجزاء من الرضوانية، وترحيل أكثر من 7 آلاف عائلة إلى مدن أخرى"، متسائلاً عن "سبب توقيت فتح السدود والتزام الحكومة الصمت؟".

في هذه الاثناء، لفت نائب رئيس الوزراء العراقي، صالح المطلك، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الانتخابات ستكون ذات أبواب عدة مفتوحة على خيارات كثيرة للعراقيين، لكن لا يمكن أن يكون الحال مشابهاً للانتخابات الماضية تحت أي ظرف". ويرى المطلك أنه "من حق العراقيين جميعاً أن يحبسوا أنفاسهم قبيل الانتخابات، لكن عليهم معرفة حقيقية واحدة هي أن المشاركة القوية بالاقتراع تعني أن تغييراً كبيراً في البلاد سينعكس بشكل إيجابي على وضعهم".

"انقلاب أبيض"

وأفرزت الحملات الدعائية وتصريحات المسؤوليين العراقيين، خريطة تحالفات جديدة تمهّد لـ"انقلاب أبيض" داخل "البيت الشيعي" على المالكي، يقوده كل من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم. وقد تجسّد ذلك في إعلانات وإشارات مباشرة لاستحالة القبول بالمالكي رئيساً للوزراء مجدداً، أو أحد أعضاء حزبه، الدعوة الإسلامية، بالتزامن مع تقارب كبير وواضح بين التيار الصدري والمجلس الأعلى، من جهة، و"متحدون" و"العراقية"، التي تمثّل أكبر القوائم السنية في العراق، من جهة ثانية.

وكشف النائب في "متحدون"، طلال الزوبعي، عن سلسلة لقاءات ومباحثات رفيعة المستوى لتشكيل تحالف جديد بين ائتلافه و"التحالف الكردستاني" والتيار الصدري والمجلس الاعلى الإسلامي، لتكوين الكتلة الاكبر في البرلمان، "وهو ما سيسمح لها بتشكيل الحكومة الجديدة".

ويضيف الزوبعي أن "هذا التحالف الجديد، الذي يجمع عدداً من القوى السياسية، سيكون عنوان العملية السياسية في العراق، وهو عابر للطوائف والقوميات وعنوانه عراقي بامتياز".

وفي السياق، يرى المحلل السياسي العراقي، نهاد الجبوري، أن "الخطاب الاخير للمالكي، كان أشبه بخطاب الوداع، إذ بدت علامات الانهزام السياسي عليه مع يأسه من فك التقارب الجديد بين تلك القوائم". انطلاقاً من ذلك، يتوقع الجبوري أن تكون ولادة الحكومة الجديدة صعبة للغاية، "كون حزب المالكي لن يسلّم بالخسارة بسهولة".

وعلم "العربي الجديد" أن السفارة الاميركية في بغداد باركت التقارب الجديد بين كتلتي الحكيم والصدر من جهة، وكتلة "متحدون" من جهة ثانية، مع دعم التحالف الكردستاني الذي يتوقع له أن يحصد نحو 55 مقعداً في البرلمان الجديد.

وشدد مصدر في هيئة رئاسة البرلمان العراقي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن التحالف الجديد سيكون "محاولة جادة لتخفيف حدة التوتر الطائفي في البلاد، وإسكات معارك الانبار ومدن أخرى، وهو ما تعوّل عليه الولايات المتحدة التي باركت ودعمت هذا التحالف، بينما بدا المالكي وحيداً وسط برودة في الموقف الايراني الذي عرف بدعمه للمالكي خلال السنوات الماضية".

المساهمون