وقفة مع غادة الصنهاجي

وقفة مع غادة الصنهاجي

28 نوفمبر 2018
(غادة الصنهاجي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
ما يشغلني هو ما قد يشغل كل إنسان واعٍ بما يقع حوله من أحداث مقلقة في كل العالم، غوصٌ تارة في التأمل والتفكير فيما يلزم الأوضاع من تغيير وإصلاح وإعادة بناء، وخروجٌ تارة أخرى من دوامة الواقع التي تجرف غالبا إلى الشعور باليأس الذي لا تتضح معه أية صورة واضحة للمستقبل، ولوذٌ إلى المعرفة بكل أنواعها فلا سبيل إلى تغيير المجتمع بدون نهضة ثقافية.


■ ما هو آخر عمل صدر لكِ؟ وما هو عملكِ المقبل؟
آخر إصداراتي مجموعة الرسائل القصصية "البلابل لا تحلّق في الأعالي". وأعكف، الآن، على تجميع مقالات نشرتها لسنوات بانتظام في جريدة "الأخبار" المغربية بغية إصدارها في كتاب من جزء أو جزأين. كما أكتب، الآن، رواية أواجه صعوبة في تسلق جبالها السردية؛ لأنني ربما اعتدت التسكع في سهول القصة القصيرة، وبالتالي قطعت الرواية أنفاسي.


■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك؟ ولماذا؟
صحيح أن الاقتناع الذاتي عامل نفسيّ مهم في أي إنتاج مرجُوٍ عمله؛ لكن بلوغ الرضا لا يجب أن يزيد عن حده الطبيعي، فينقلب غرورا أو إلى شعور وهمي بالكمال.. لذا أعتبر الرضا مرحلة لم أصلها بعد إنما فقط أطمح إليها؛ وذلك ببنائها ووضع كل لبنة إنجاز فوق الأخرى، مع تقبّل العراقيل والإخفاقات وعدّها حافزا ودافعا للاستمرار والمضيّ في طريق الإنتاج.


■ لو قيض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
ربما أتوفر على روح مغامرة وهي قادرة على جعلي أغيّر مساري في أية لحظة فبالأحرى لو منحت فرصة البدء.. غالبا سأختار أن أجرب كل الأشياء التي جبنت عن فعلها حين أتيحت لي فرصتها وأضعتها لسبب من الأسباب. ولو قيض لي بدء جديد سأتوجه إلى أحد المسارين اللذين لا علاقة لهما بمساري الحالي؛ وهما مسار رياضي أولمبي أو مسار فني طربي.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
شتان بين الانتظار والإرادة، فالانتظار موت بطيء يدخل صاحبه إلى متاهات حالكة، يعيش خلالها هواجس وكوابيس اليقظة التامة، زمن بلا سقف مرهون بالغيب والقدر. أما الإرادة فهي تلك النقطة البيضاء التي تتبدى لنا وسط العتمة، هي شعاع الأمل الذي يؤكد لنا أننا ما زلنا قادرين على الإبصار والتفكير في إتيان كل عتمة في العالم بقبس منها.


■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
تمنيت منذ مراهقتي أن ألتقي بالكاتب يوسف السباعي، الذي كان صديقي الخيالي الذي أحاوره في مذكرتي الشخصية. يوسف السباعي علمني أن أسخر من قسوة الواقع وأهوّن مصائبه.. وعلى الرغم من كل السنوات التي مرت وكل الكتب المهمة التي قرأتها بعد كتبه، فإن ذكراه لا تغادرني؛ بل وتحضرني تفاصيل سرده في مختلف اللحظات والأماكن، فأبتسم بامتنان إلى روحه العذبة.


■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
أصدقاء كثر يخطرون على بالي في مناسبات مختلفة، وعدد كبير من الكتب أعود إليها دائما خصوصا كتب جبران خليل جبران، وأيضا كتب الرسائل، منها: رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان، ورسائل فرانز كافكا إلى ميلينا، ورسائل حنة آرندت ومارتين هيدغر.


■ ماذا تقرئين الآن؟
أقرأ، الآن، رواية "أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة" للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ.


■ ماذا تسمعين الآن؟ وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أستلذ الآن بسماع مقطع موسيقي جميل لعازف الكمان الألماني "David Garret"، وأقترح عليكم تجربة أغاني الفرقة الأندلسية "Gipsy Kings".


بطاقة
كاتبة قصة وإعلامية مغربية في الحقل الثقافي. صدرت لها عدة مجموعات قصصية، منها: "الهاربة" (2014)، و"هي وهو" (2016)، و"البلابل لا تحلّق في الأعالي" (2016). وهي معدّة ومقدّمة البرنامجين الثقافيين "كتاب اليوم" و"ثقافة بلا حدود" على القناة الفضائية المغربية Télé Maroc.

دلالات

المساهمون