وسائل إعلام سورية تتصدى لجرائم "الشرف"

وسائل إعلام سورية تتصدى لجرائم "الشرف"

05 مارس 2019
الحملة تستهدف مناطق الشمال السوري (جيم أوزديل/الأناضول)
+ الخط -
تتكرّر الجرائم بحق نساء وفتيات سوريات تحت ما يسمى "جرائم الشرف"، في ظل فوضى تفشّي السلاح وغياب دور المحاكم الفعال في هذا الخصوص في المناطق المحررة، وهو ما يحاول إعلاميون وناشطون التوعية حوله. 
هذه الجرائم التي يُطلق عليها عرفاً "جرائم غسل العار" يستفيد مرتكبوها من عذر، بحسب القانون السوري الذي ذكرها في مادته (548)، وينصّ في فقرته الأولى على أنه يستفيد من "العذر المحل من العقوبة من فاجأ زوجته أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر، فأقدم على قتلهما أو إيذائهما، أو على قتل أو إيذاء أحدهما بغير عمد". ووفق المادة لا جرم على من يقدِم على ارتكاب هذه الجريمة، ولا يتم توقيفه أو إخضاعه للمحاكمة.

في ظلّ كلّ هذا، يقوم صحافيون سوريون بحملات توعية في هذا المجال. ويقول منسق مشروع صحافة حقوق الإنسان في سورية، تمام حازم، لـ "العربي الجديد"، عن حملة نظمتها وسائل إعلام سورية حول قضية "جرائم الشرف": اجتمعت وسائل إعلام محلية مقروءة ومسموعة استهدفت الرأي العام والقانونيين، بالإضافة إلى المنظمات، لتؤسس لمفهوم القانون في المناطق التي تشهد شبه استقرار. وكذلك كان للجانب الديني دور في هذا المحور". ويضيف: "تتبّعنا التشريعات القانونية المرتبطة بالموضوع من خلال مؤسسة صدى الشام، فيما كان لعدد من الحلقات التفاعلية مع المتصلين براديو نسائم سورية المشارك في الحملة بالغ الأثر في النقاشات العلنية مع المحامين ورجال الدين، بينما نعمل على استطلاع رأي حول استهداف المنظمات للمستفيدات منهن بهذا العمل، مع موقع هيومان فويس الإلكتروني. في حين ناقشنا آليات وطروحات من مثل هذا النوع في المجالس المحلية، خاصة من خلال النساء، باعتبارهن المستهدف أو الفئة الأضعف في هذا الموضوع، وقد اشترك نقيب المحامين وعدد من النواب العامين في هذه الحملة".

وعن هدف الحملة في الوقت الحالي، يشير حازم إلى أنّ "الهدف الأساسي ألا يفلت المجرمون من العقاب، خاصة بعد تصوير جريمة أمام الكاميرا"، مضيفاً "حملتنا موجّهة للمناطق التي شهدت مؤخرًا استقرارًا نسبياً في شمال سورية ويتم تطبيق النظم والقوانين السورية فيها، مثل الباب، جرابلس، عفرين، اعزاز وغيرها. وهذا فتح الباب لصحافة المساءلة والمحاسبة، على عكس ما كانت عليه الصحافة المحلية التي كان دورها نشر الأخبار والاكتفاء بذلك. منظمة "صحافيون سوريون من أجل حقوق الإنسان" عملت على دفعة جديدة لروح الصحافة المحلية، لتبدأ دورها من خلال المساءلة والمحاسبة ضمن القانون والمعايير الدوليين.

ويتابع: "صحافة المساءلة والمحاسبة تكرسها المواد الصحافية التي تدعمها منظمة "صحافيون من أجل حقوق الانسان" وتستهدف الفئات المهمشة والضعيفة في المجتمع، لإيصال صوتهم الذي يحفظه القانون والشرائع. وشكلت ثمرة بين وسائل الإعلام والمنظمات المجتمعية ونقابة المحامين السوريين، بالإضافة إلى الجانب الديني، وهو ما يمثل دورة متكاملة تعود على المجتمع وتفعل وتدعم دور الإعلام كسلطة رقابية جديدة، وفق مبدأ المساءلة والمحاسبة".

ويثني مصدر قضائي في منطقة عفرين على الحملة، مؤكدًا لـ"العربي الجديد" ضرورة التكامل في العمل بين الإعلام والقضاء والمجالس المحلية في الشمال السوري بهذا الخصوص، فيبقى الإعلام السلطة الرابعة التي لا غنى عنها مطلقاً، وأهميته لا تقل عن أهمية المحاكم ودور القضاء، فعبره يمكن الضغط على الفصائل والجهات المسؤولة لملاحقة مرتكبي الجرائم ومحاسبتهم، من دون الاكتفاء بوضع الشجب والاستنكار.

وكانت الجريمة التي ارتكبت بحق الشابة، رشا، والتي أقدم أخوها بشار على قتلها بعشرات الرصاصات من بندقية كلاشنكوف في منطقة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، تحت مسمى "غسل العار"، قد لاقت استنكاراً واسعاً من قبل السوريين، بعد انتشار مقطع فيديو، في الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2018، يظهر الجاني وهو يطلق النار بشكل مباشر على الفتاة، بتحريض من شخص بالقرب منه. وأطلقت حينها حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان "جريمة لا شرف".