وائل كفوري: ما قصة الغرام المستحيل؟

وائل كفوري: ما قصة الغرام المستحيل؟

17 نوفمبر 2014
الفنان وائل كفوري (العربي الجديد)
+ الخط -
لا يبدو أنّ الفنان وائل كفوري يريد أن يتغير كثيراً، على الرغم من تشدّده في اختيار أغنيات عمله الغنائي الجديد "الغرام المستحيل" الذي سيبصر النور غداً بحسب مصادر شركة روتانا. لكن الشركة التي ما زالت تؤمن بمقولة "تسريب الألبوم تساعد على ترويجه"، تسعى بكل ما أوتيت من جهد ليكون ألبوم كفوري وجبة دسمة، نظراً لشهرة الفنان الشاب الذي يشارك هذا العام في برنامج "أرب آيدول" عضواً في لجنة التحكيم، وبالتالي ستحاول روتانا كسب حضور هذا الفنان الشاب لتروّج لمنتجها الجديد وبيعه لا بل تفوقه، فهل تنجح؟
لكن لماذا "الغرام المستحيل" وهل الاسم ينمّ عن حالة يعيشها الفنان وائل كفوري؟

الإجابات لا تبدو سهلة، إنّما تدور في فلك يوميات الفنان الشاب الذي لجأ بداية حياته الفنية إلى المخرج سيمون أسمر، قادماً من مدينة زحلة البقاعية شرق لبنان، ليجرّب حظه في عالم الفن. تلميذ سيمون أسمر أطلّ كنجم من اللحظة الأولى التي غنى فيها "ما وعدتك بنجوم الليل". واليوم وهو يخطو الأربعين عاماً، بدا الشاب المثير لاهتمام الجنس اللطيف أكثر نضوجاً في اختياراته الفنية، على الرغم من المحاولات البائسة التي حاول بعضهم أن يحبطه من خلالها على مر السنوات. كان وائل صاحب الأخلاق والذوق الرفيع دائماً. يثق بجمهوره الذي لم يخذله يوماً، بل وينتظره مهماً تأخّر في جديده الغنائي أو في إطلالته ضمن البرامج، أو حتى في المهرجانات.

هذا في الشكل، أمّا في المضمون، فمن خلال ثمانية ألبومات يعود الفنان وائل كفوري مجدداً إلى عصر الألبومات الغنائية بعد سنتين من آخر أعماله، لم يبتعد عن صنّاع عمله الأخير. فعاد مجدداً إلى الشاعر منير بو عساف، كاتب أشهر أغنيات نجوم التسعينيات، والملحن بلال الزين الذي يحاول مرة جديدة الصعود عن طريق وائل، رغم تكرار لا يبدو بسيطاً في الأغنيات الجديدة لوائل كفوري. ومن خلال الاستماع لمجموعة أو عيّنات الأغنيات التي انتشرت على مواقع الميديا البديلة يتبين هذا التكرار بوضوح، وذلك في "صار الحكي" و"كل شي حواليي" و"الغرام المستحيل" التي بدت أقرب إلى أغنية "صفحة وطويتا" التي لحّنها الزين نفسه، وحتى "ما في لو" التي تسبح في فلك أخواتها. لكن التجديد ظهر مع صديق وائل، الملحن ملحم بو شديد، في أغنية "ما بكون" كلمات منير بو عساف الذي حاول مرة جديدة الدخول إلى عالم كفوري بعد سلسلة من النجاحات، لكن من الواضح أنّ منير تفوّق على زميله بلال الزين في رصد كلمات جديدة أو قصص حاول من خلالها أن يذهب بوائل بعيداً. لأن وائل نفسه يبحث عن كلمات جديدة، بحسب ما نقل صنّاع العمل الجديد عنه لـ"العربي الجديد".

ويؤكد الملحن ملحم أبو شديد في حديث لـ "العربي الجديد"، بأنّ المعروف عن كفوري بحثه عن مواضيع غنائية جديدة في أي عمل يؤديه، مشيراً إلى أنّ أغنية "ما بكون" استغرقت وقتاً طويلاً في التوزيع الموسيقي أراده ووائل أن يكون مختلفاً عن باقي الأغنيات. وأوضح أبو شديد، أنّه بعد سنوات من النجاحات مع وائل من خلال أغنيات "لو حبنا غلطة" و"بحنّ" وغيرها، وجد أنّ العودة للتعاون معه تصبح أقوى مع مرور الوقت. لذلك كانت "ما بكون" التي أدهشته كلماتها، واحدة من الأغنيات التي لن يتحدّث عنها، بل سيترك الرأي الأخير للمستمعين. وتابع أبو شديد: "سمع وائل بداية اللحن على الهاتف، فقال لي إنّه سيحضر إلى الاستديو فوراً. وأتى وسمع الأغنية وأعجبته، فقرّرنا تسجيلها في وقت قياسي. وأعتقد أنّ اللحن والكلمات لفتت وائل وجعلته يقتنع بسرعة بتسجيل الأغنية. إذ وصل إلى الاستديو وجلسنا ليلة بكاملها نسجل ونغيّر، حتى خرجنا بهذه النتيجة التي ستسمعونها". ويؤكد أبو شديد أنّ وائل كان مساعداً جيداً من خلال آرائه التي غذّت الأغنية .

بالعودة إلى غلاف الألبوم الجديد، أوضح المصمم الفني، ومصمّم الغلاف، جورج يوسف، لـ"العربي الجديد"، أنّ وائل كفوري التقط مجموعة من الصور لا تتشابه في المضمون. فهناك صور في دفتر الألبوم المخصص من دون البدلة. أمّا الصورة التي انتشرت عن الغلاف كانت محاولة منهم للتغيير، وليفاجئ المشتري لاحقاً بأعداد متنوعة داخل الألبوم. يقول: "ليست المرة الأولى التي أصمم فيها ألبوماً لوائل كفوري. لكنني أقنعته هذه المرّة بتغيير صورة الغلاف والاعتماد على الصورة التي ترونها، وهي البيانو مع الورد. أمّا المغزى من وراء الورد، فنعلم جميعاً أنّه خيالي أو فلسفي وهو (الغرام المستحيل). كما تحمل الورود المنبثقة من الجدار معانياً وبعداً كبيراً، ليس على صعيد الطبيعة فحسب، بل على الصعيد الإنساني وطريقة تفكير كل واحد منا". يتابع يوسف: "لم يخرج وائل بشكله عن صورة الممثل أو الفنان الوسيم. ففي إحدى الصور تظنّه أحد الممثلين العالميين". مشيراً إلى أنّ كفوري قضى ليلتين في مكتبه لإنهاء العمل، وكان حريصاً على صورة الغلاف وبقية الصور المختلفة التي اعتبرها يوسف أنّها ستفاجئ الجمهور. موضّحاً أنّ كل صورة تعود إلى الموضوع الرئيس المطروح عن الحب المستحيل.

يعيش وائل كفوري بدون إدارة إعمال رسمية! إيدي غانم، مساعده، لا يعتبر مدير أعمال رسمياً، هو صديق أكثر منه مدير أعمال، مساعده الذي يحبه بطريقة جنونية ويدافع عنه ويحضّر له المفاجآت، وأحياناً يستعين كفوري بوالده الروحي، المتعهد اللبناني ميشال حايك، الذي ينظم له جزءاً من حفلاته، في لبنان أو في دول الاغتراب، ومنها تحديداً أميركا وأستراليا، التي تعتبر وائل كفوري نجماً كبيراً، وتحقق حفلاته نجاحاً كبيراً هناك.

تبقى الإشارة إلى أن وائل كفوري سيكون إلى جانب النجمة هيفا وهبي ليلة رأس السنة في دبي، لإحياء حفل ختام العام، وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها وائل كفوري مع هيفا في حفل غنائي واحد، لكن هل بالإمكان أن تقوم شركة روتانا بحفل طرح ألبوم وائل كفوري قريباً، يرد مدير إنتاج روتانا والمشرف العام على الألبوم، طوني سمعان، بكلمة واحدة تقول إن روتانا تحضّر مفاجآت لوائل كفوري بعد صدور الألبوم!

المساهمون