هل يضمن الدفاع القوي تحقيق الألقاب؟

هل يضمن الدفاع القوي تحقيق الألقاب؟
06 يوليو 2020
+ الخط -

يقول "السير" أليكس فيرغيسون: "الهجوم يُحقق لك الفوز في المباريات، بينما الدفاع يُحقق لك الألقاب". وفعلاً في أول موسم لفيرغيسون مع "يونايتد" تُوج الفريق باللقب وتلقت شباكه تسعة أهداف أقل من ثاني أفضل خط دفاع في "البريميرليغ"، لكنه سجل أقل بهدف من بلاكبيرن روفيرز.

وخلال الموسمين الآخرين لعب وصول كل من فيرجيل فان دايك والحارس أليسون دوراً كبيراً في تتويج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ولقب "البريميرليغ" هذا الموسم، خصوصاً أن ليفربول تلقى 21 هدفاً فقط في 31 مباراة وبفارق أهداف (+49).

هل كان "السير" محقاً؟

إن أرقام الأندية المُتوجة بلقب "البريميرليغ" مثلاً بين سنوات 1992 و2019 تُظهر التالي:

-الأندية التي سجلت عدد أهداف أكبر حققت 17 لقباً من أصل 23 (63%).

-الأندية التي تلقت عدد أهداف أقل حققت 11 لقباً (41%).

-الأندية التي سجلت أفضل فارق أهداف حققت 19 لقباً (71%)

وهناك ثلاثة أندية فقط نجحت في التفوق في الاعتبارات الثلاثة (أفضل هجوم، أفضل دفاع، أفضل فارق أهداف)، وهذه الأندية هي:

 -مانشستر يونايتد (2000-2001، 2007-2008)

-أرسنال (2003-2004)

-تشلسي (2005-2006)

-مانشستر سيتي (2011-2012، 2017-2018(

 بينما هناك ثلاثة أندية فقط تُوجت بلقب "البريميرليغ" ولم تتفوق في أي من هذه الاعتبارات الثلاثة (أفضل هجوم، أفضل دفاع، أفضل فارق أهداف):

 -أرسنال (1997-1998)

-ليستر سيتي (2015-2016)

-تشيلسي (2016-2017)

 ظاهرة حديثة؟

تنطبق مقولة أن الدفاع يقود إلى البطولة على "يونايتد" موسم 1991-1992، لكن الأمر حصل ثلاث مرات فقط بعد ذلك ومن بينها موسم 2003-2004. وبعد هذا التاريخ تُوج الفريق الأفضل دفاعياً باللقب سبع مرات، ما يعني أنه بين سنوات 2005 و2020 أصبحت هذه الظاهرة أكبر.

من المهم أن يكون الفريق قوياً هجومياً ودفاعياً، لكن هناك فارق الأهداف أيضاً. ففي موسم 2014-2015، تُوج تشلسي بعد أن تلقت شباكه 32 هدفاً وبفارق (+41). بينما ساوثهامبتون مثلاً أنهى نفس الموسم في المركز السابع رغم تلقيه 33 هدفاً فقط، لكن فارق الأهداف كان (+21) بسبب عدم تسجيله كثيراً.

ويكشف موقع"21st Club" في هذا الإطار أن الفريق القوي دفاعياً هو عرضة لتسجيل أقل عدد من الأهداف، وبالتالي أمسى عرضةً لفقدان نقاط أمام الأندية الصغيرة طبعاً. بينما لو كان الفريق قوياً هجومياً فهو قادر على القضاء حرفياً على الأندية الصغيرة.

بين سنوات 1990 و2010، تُوجت الأندية صاحبة أفضل دفاع باللقب بنسبة 46% من المواسم

في المقابل كشفت أرقام بعض الدراسات الكروية على أبرز الدوريات الأوروبية (البريميرليغ، الليغا، البوندسليغا، الدوري الإيطالي...)، أنه بين سنوات 1990 و2010، تُوجت الأندية صاحبة أفضل دفاع باللقب بنسبة 46% من المواسم، بينما الأندية التي تملك أفضل هجوم تُوجت باللقب بنسبة 51% من المواسم.

قيمة الأهداف (مع وضد)

من أجل جمع معلومات أكثر عن تأثير الهجوم القوي والدفاع القوي على التتويج بالألقاب، أجرى الخبراء بعض الدراسات حول قيمة الأهداف المُسجلة في "البريميرليغ" بين مواسم 2001-2002 و2011-2012، ويأتي الشرح تباعاً:

-عندما يتطلع الفريق لتجنب الخسارة بدلاً من الفوز، قيمة الأهداف التي لم يتلقَها الفريق لها قيمة أكبر بنسبة 33% من الأهداف التي يُسجلها. وهو الأمر الذي يعني أنه عند البحث عن فوز، تسجيل الأهداف أو منعها لهما نفس القيمة تقريباً.

وعندما يأخذ الفريق بعين الاعتبار عدم فقدان النقاط عبر تجنب الخسارة، سيكون له قيمة أكبر عند التركيز على الدفاع فقط. ومن الصعب قياس مدى تأثير كل لاعب على تحقيق النقاط أو نزفها في الموسم، لأن كرة القدم فيها الكثير من التفاصيل التي لا يمكن إحصاء جميعها.

لكن يمكن دراسة وضع حراسة مرمى فريق ليفربول في السنوات الأخيرة مثلاً. فأليسون ساهم بشكل كبير في تحسين وضع الدفاع وعدم تلقي الكثير من الأهداف لأن نسبة تلقيه الأهداف كل 90 دقيقة وصلت في موسمين إلى (0,58 و0,57)، بينما نسبة تصدياته الناجحة ناهزت الـ 80%.

وهذه الأرقام مُميزة مقارنةً بالحراس السابقين، فأرقام الحراس كاريوس، مينيوليه وأدريان سلبية في ليفربول:

-كاريوس (0,74 هدف كل مباراة، نسبة تصدي 71% وتسديدات متوقع انقاذها 0,2)

-مينيوليه (1,26 هدفاً كل مباراة، نسبة تصدي 61%، وتسديدات متوقع انقاذها -3)

-أدريان (1,03 هدفاً كل مباراة، نسبة تصدي 64%، وتسديدات متوقع انقاذها -1,6)

وفي حالة ليفربول مثلاً فإن تطوير الأداء الدفاعي عبر التعاقد مع مدافعين وحارس مرمى ساعدهم كثيراً على تجنب الخسارات، وبالتالي المنافسة بقوة أكبر على لقب "البريميرليغ". وساعده أيضاً القوة الهجومية بتواجد صلاح، فيرمينيو وماني. فالفريق لم يُحقق الانتصارات فقط، بل تجنب الخسارات أيضاً.

وربما هذا التوازن هو السبب في التتويج بالألقاب.

المساهمون