هل نتوقف عن تناول الكراميل؟

هل نتوقف عن تناول الكراميل؟

19 ابريل 2017
الكراميل يلوّن الطعام والمشروبات(دايفيد سيلفرمان/Getty)
+ الخط -


اختبارات طبية بيّنت أن مادة الكراميل التي تلوّن الأطعمة والمشروبات لها مفاعيل جانبية، أبسطها الحساسية واضطرابات الجهاز الهضمي، وأشدها خطراً سرطان الغدة الدرقية والرئة واللوكيميا.

لكن رغم ذلك، تبدو المنتجات الملونة بلون الكراميل مغرية وفاتحة للشهية، ويقبل عليها الصغار والكبار خصوصا أنها تخلط بالسكر والشوكولا، وإضافات تعطي لشكل المنتج ورائحته وطعمه مذاقات لذيذة.

ما هو الكراميل؟

لكي نتعرف على الكراميل الذي يستخدم في تلوين الغذاء وأيضا مواد التجميل، فهو في الأساس السكر المحروق، أو السكر المذوب بالحرارة وصولا إلى درجة الغليان، والمعروف بالرمزE150. وتجد على بعض المنتجات الغذائية هذا الرمز في قائمة المحتويات وبعضها يكتب "كراميل" بدلا من E150. ومنها من يكتب الأسماء الكيميائية للكراميل، وهذا يضلل المستهلك غالباً، لأنها صعبة الحفظ ومعقدة.

ويتغير نوع وتركيبة الكراميل باختلاف مراحل إنتاجه المختلفة، ويقسم إلى أربعة أنواع وهي الكراميل القلوي (E150a، الكراميل القلوي والسلفيت (E150b)، كراميل الأمونيا (E150c)، كراميل الأمونيا والسلفيت (E150d).

 

الكراميل في المشروبات الساخنة(تريستان فيوينغز/getty) 





آثار جانبية


تركز الأبحاث والآراء الطبية على أن النوعين الثالث والرابع من الكراميل، هما الأشد خطورة على صحة الإنسان، إذ نتج عن الاختبارات التي أجريت على الفئران والجرذان بأنهما يسببان أنواعا من السرطان، وهي اللوكيميا وسرطان الغدة الدرقية والرئتين. ونتيجة تلك الأبحاث أضيف النوع الرابع إلى قائمة المواد المسرطنة في ولاية كاليفورنيا الأميركية في عام 2011، كما اشترطت وضع علامات تحذيرية على المنتجات التي تحوي ما يزيد عن 29 ميكروغراما لكل حصة. في حين أن مركز العلوم في المصلحة العامة تقدم بالتماس لإدارة الغذاء والدواء الأميركية بحظر هذا النوع من الكراميل لأنه يسبب السرطان.

أما دول الاتحاد الأوروبي، فاكتفت عبر الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية EFSA في آخر إعادة تقييم لمنتجات الكراميل في ديسمبر/كانون الأول 2013 بأن تنصح باستهلاك الكراميل بكميات قليلة، تعادل 300 ملغ مقابل كل كيلوغرام من وزن الإنسان يوميا.

ومن الآثار الجانبية للكراميل غير المرغوب فيها، الحساسية على منتجاته لأنه مستمد من منتجات تعتبر مصدراً للحساسيات مثل اللاكتوز، سكر العنب، النشاء المهدرج، شراب الشعير، كما يؤثر على من لديهم حساسية على الغلوتين.

ويرفع الكراميل ضغط الدم، ويسبب مشاكل معوية عند تناوله بكميات كبيرة. ولا ينصح به للأطفال.

كراميل في المشروبات الغازية(ماريو تاما/getty) 

 

أين نجد الكراميل؟

كل المنتجات التي يكتب عليها بوضوح أنها تحتوي على الكراميل لا بد أن تثير التساؤل لدى المستهلكين، والألوان البنية المتدرجة من الفاتح القريب من الأصفر وصولا إلى البني الداكن والأسود أيضاً، والتي نجدها في الأطعمة والمشروبات يكون مصدرها على الأغلب الكراميل.

وتلوين الطعام أحد وسائل جذب المستهلك، مثل النكهات والروائح ومحسنات القوام والشكل. ونجد الكراميل في: المخبوزات، والحلويات وأبرزها الكاسترد والكريم كراميل، وخلطات الحلويات الجاهزة، وأغذية الأطفال ومنها السيريلاك، والخبز الأسمر، والكعك، والشوكولاتة، والبسكويت، ورقائق البطاطس، والحشوات، ومزينات الطعام، والدونات، والحلويات المجمدة، والبانكيك، والمرق، ومساحيق الشوربة، والتوابل، والمخللات، والسمك والمحار، والصلصات وأبرزها صلصة الصويا، والخل، منتجات السوس، عصير التفاح، والمشروبات الغازية وأبرزها الكولا، والمشروبات الكحولية ومنها البيرة، وأدوية السعال، ومساحيق الماكياج.

كريم كراميل (إيميه أكنابودوسن/getty) 



يشار إلى أن تفاعل الناس وأجسامهم مع منتجات الكراميل ليست واحدة، وكذلك درجة حساسيتهم تجاه تلك المادة أو تلك. ولكن ربما يكون من الأفضل تجنب المواد المصنعة الأكثر سوءاً والضارة، خصوصا للأطفال.

(العربي الجديد)


المساهمون