هل كان العالم بهذه القسوة والغضب يوماً؟

هل كان العالم بهذه القسوة والغضب يوماً؟

16 يونيو 2020
+ الخط -
لا أعتقد أن العالم كان بمثل هذه القسوة والغضب يوما، كل يوم تصير القسوة أكثر، وتستحوذ على حيز أكبر من حياتنا. حتى وإن تنكرت داخل القوانين وأحكام المنطق، تبقى القسوة قسوة، ولا يجب أن تكون.

حين أفكر في الحياة، حياة الإنسان، لا أظنها كانت قاسية وباردة بالدرجة نفسها التي هي عليها اليوم. مع كل اكتشاف أو إنجاز جديد استعمل بطريقة نفعية وإهمال للمبادئ والأخلاق زادت القسوة، وبالتالي يمكنني أن أصدق بطريقة ما أن الحياة كانت أفضل في السابق، ليس لأن القسوة لم تكن موجودة، بل لأنها كانت بسيطة رغم وجودها.

الآن، كلما تعقد العالم تعقدت القسوة معه، وصارت أكثر تشبثا بالإنسان، والشيء المؤذي فعلا هو أنها صارت شيئا حقيقيا عاديا ثابثا، وبدلا من أن يحل محلها الدفء، يستمر الإنسان في حب ذاته أكثر فأكثر وتعظيمها وجعل الآخرين عبيدا له، محولا هذا العالم إلى موطن للخراب بدون أي مبادئ أو قيم أو حتى مشاعر حقيقية دافئة، كل ما هو موجود هو البرود والقسوة، كما لو أننا آلات حربية لا تجيد سوى قتل كل ما هو حي داخلنا ينبض بما هو إنساني حقا.

إننا ننسى كل هذا، ويظنه البعض سذاجة طفولية أو هراء حالما، وننتقل إلى الهراء الفعلي، إلى حياة بدون جوهر، حياة فارغة وباردة وقاسية.. ثم نشتكي.

الأمر بسيط.. اصنعوا الدفء حولكم ولن تمتلكوا الوقت للشعور بقسوة الحياة.

دلالات