هل تساعد مواقع التواصل الاجتماعي الديكتاتوريات؟

هل تساعد مواقع التواصل الاجتماعي الديكتاتوريات؟

19 نوفمبر 2016
الإشاعات تنتشر بسرعة على مواقع التواصل (نور فوتو/Getty)
+ الخط -
فيما يعيش العالم حالةً من الشدّ والجذب بعد الانتخابات الأميركية، تحديداً منصات التواصل الاجتماعي، كثُرت التحليلات خلال الأسبوع الماضي عن دور هذه الوسائل في قلب موازين الانتخابات، خصوصاً بعد انتشار الأخبار المفبركة والكاذبة على "فيسبوك" و"غوغل".
وفيما نفى الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، هذه الاتهامات، معتبراً أنها "فكرة مجنونة"، قال المدير التنفيذي لـ"غوغل"، سوندار بيتشاي، إنّ الأخبار المزيفة قد تكون أثّرت على التوجهات خلال الانتخابات الأميركيّة.
وبينما رأت "ذا غارديان" أنّ دور "فيسبوك" في التأثير على الناخبين أكيد وحقيقي، اعتبر بدوره الباحث السياسي الأميركي، إيريكا تشينووث، أن مواقع التواصل الاجتماعي التي وُصفت بـ"تكنولوجيا التحرير" لم تساعد التحركات والنضالات الاجتماعية والسياسية، بل ساعدت الديكتاتوريات على ترسيخ سلطتها أكثر، في مقاله على موقع "فورين بوليسي".
ولفت تشينووث إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي خفضت من كلفة الاتصالات الضرورية بين الناشطين، لمعرفة تفاصيل حول مكان التحركات الحاشدة وتوقيتها وكيفية التجمع، كما ساعد موقع "تويتر" في تنظيم احتجاجات الميدان الأوروبي في أوكرانيا في عام 2014.
وأشار إلى أن منصات مثل "يوتيوب" تساعد في الترويج للمعلومات الأساسية حول كيفية تنظيم احتجاج فعال، وتساهم في بناء القدرات التنظيمية للتحركات. أما مواقع "فيسبوك" و"ريديت" فتبتكر منابر جديدة للمجالات العامة الافتراضية التي يصعب إيقافها.
وأضاف أن "المتفائلين" يرون في مواقع التواصل الاجتماعي مساحة حرة للحوار وسط الأزمات، متغلبة بذلك على الرقابة الحكومية، كما تسمح هذه المواقع للناشطين بتعزيز وترويج رواياتهم عن الأحداث، ما يعدّ أمراً شديد الأهمية، خاصة عندما تسيطر الحكومة على الأجهزة الإعلامية.
في المقابل، رأى تشينووث أن "التكنولوجيا التحريرية" لا تساهم في تفعيل التحركات المؤيدة للديمقراطية، معتبراً أن حلقات التعبئة الجماهيرية ازدادت بعد صعود وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مستوى نجاح وفعالية المقاومة اللاعنفية انخفضت منذ ذلك الوقت.
وقال إن فترة التسعينيات شهدت نجاح 70 في المائة من حملات المقاومة المدنية، بينما نجحت 30 في المائة فقط من هذه الحملات منذ عام 2010.
اعتبر تشينووث أن الحكومات تتفوق على الناشطين في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لصالحها، لأنها قادرة على
اختراق خصوصيات المستخدمين كلهم. وأضاف أن السلطات الروسية نجحت في اختراق اتصالات الناشطين، لاستباق وسحق حتى أصغر الاحتجاجات، كما تعاونت الولايات المتحدة الأميركية مع شركة "ياهو" لتجميع معلومات عن مستخدمي خدماتها.
وقال إن اعتماد التحركات الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي ساهم في تدهور تجربة المشاركة، إذ أن الناشطين على مواقع التواصل قد يبدون اهتماماً بقضية معنية لفترة محددة من الزمن، ولكنهم يفشلون في أغلب الأحيان في الانخراط بشكل كامل في الأزمة موضوع النقاش.
وأكدّ أن بناء الثقة في المجتمعات المهمشة والمقموعة يحتاج إلى وقت وجهد وتواصل مستمر وجهاً لوجه على فترات طويلة، وهذا لا يحصل في النضال الإلكتروني.
ورأى أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تساعد الجهات المسلحة في صراع معين على تهديد أو حتى تنسيق العنف المباشر ضد الناشطين، لافتاً إلى أن دراسة حديثة ربطت بين بين ارتفاع توفر الهواتف المحمولة في أفريقيا وتصاعد حالات العنف هناك، ومؤكداً على أن الإشاعات تنتشر على مواقع التواصل بشكل سريع جداً، وأحياناً أسرع من الأخبار الحقيقية.





(العربي الجديد)