هل بقي لنا وقت لنضحك؟

هل بقي لنا وقت لنضحك؟

05 يوليو 2017
أيمن بعلبكي / لبنان
+ الخط -

ضجر
آه يا إلهي
كم سئمنا هذا المخيم؟
سئمناه، حتى لم يعد لدينا شيء لفعلهِ
سوى
رمي الحصى
بقوة للأعلى
عسى أن تُكسرَ نافذةُ السماء
وندخل خلالها
الجنة.

 

نصيحة
لتنتشلَ الصغارَ من غسّالةِ البحر؛ على الملائكةِ أن تمدّ أجنحتَها مثلَ يدِ أمٍّ، خشية أنّهم -عندما ينشرُهُم الموتُ على حبلِ الأرضِ- يُصابُون بالزُّكام، فيُحملون معهُم إلى الجنةِ العدوى.
 


تيه
في شوارعِ مدينَتِنا
تمشِي القمصانُ بمفرَدِهَا
تبحثُ عن أصحابِهَا
المُعلّقُين عراةً
في خِزانَةِ المقبَرَةِ.

 

تضحية
الذين قدّمُوا بقايَا أجسادِهِم
قربانًا لمذبحِ الخلقِ
أولئكَ ينتظرونَ
ولادةَ هيكلٍ عظمي
ليصبوا
روحَ أحزانِهِم المعاقةِ
فيهِ.

 

رصيفٌ
سامحهُ ياربُّ
لم يفعلْ شيئًا هذا الرجلُ
سوى أنه فَرَشَ أعضاءَهُ
على رصيفِ الموتِ
ونادى المصابينَ، كلَّ المصابينَ
لشراءِ ما ينقصهُم،
بثمنٍ بخسٍ.

 

شفقةٌ
ونظنُّهُم بلا رحمةٍ
لكنَّهُم
كلَّما جاؤوا لِسرقَةِ روحٍ منّا،
قطّعُوا آذانَهُم
وأخفوها -بعنايةٍ- في جيوبِهِم
الخلفيّةِ.


تسويغ
لم يفعلِ الموتُ شيئاً لَنَا
لم يُخزِنَا
لم يبحث عن فَمٍ مرمِيٍّ ليلتقِطَ صرخَةً.
كلّ ما أرادَهُ
استعارَةَ الصِّغَارِ
ليَكُونُوا
عُيُونَنَا المرسلةَ إلى اللهِ
وَلَما أخطَأَهُم
شَهَقُوا قليلاً.

 

كلاكيت
 
1
ما من شيء يدل على قهقهات ألأرض
علينا
غير الزلازل.


2
متى أصل قلبي
ويدي تعجز ان
تنبش هذا الركام فوقه؟


3
لا تستطيعين النوم هنا
أيتها الحياة.
وجميع الأشباح
في الليل، تتجه نحو ضوئك.


4
يبكي على الرجل
الذي قتله،
لم يترك له عينًا
للعودة.


5
إذ سرقت ظلي
من سيبقى لي؟


6
أجري سريعًا
لئلا تمسكني رصاصة
الأمس.


7
لا قدم لك
ولا درب
فعلام تنوي
القفز
في هواء الحيرة؟


8
اضحك
لا أسنان في فمك ليسرقها أحد
ولا حياة.
أقول ذلك للجندي
وأبكي.


9
لا أعرف الضحكة
لم تزرني يومًا
غير إني قد تعثرت بها
عندما لمحتك بعيدًا
وأنت تتجه إلى السماء.


10
حياتي، أعوام ندم.

 
11
بوسع الطريق الآن
أن يخبرنا عن حقيقة ما سيصادفنا.
أقدامنا لم تعد صغيرة.


12
احمل حنجرتك
وقف عند الباب
سيفرّ التابوت
نحو قلبك حتى الأبد.


14
ما الحاجة من وجودي؟
مرآتي تجيد العويل
بصورة أفضل.


15
أطلق سراح دمعك
إنه أعمق
من البقاء في غرفة عين مظلمة.


16
موت كثير في الغرفة
لكن لا أحد يفكر
في غير ذاك الموجود في المقبرة.


17
هل بقي لنا وقت لنضحك؟
اسأل الموت
الذي يقف عند الباب مطلقًا زفيره.


18
الأشباح ترتب ضحكاتنا
كلما سحبنا ثوب حزن جديد
من خزانة أرواحنا.


19
الشرطي الذي وقع ميتًا
ولم يحمله أحد
لساعات
يحاول الآن ظله
المضي به لعائلته.