هكذا كانت الصحافة العالمية غداة اغتيال مارتن لوثر كينغ

هكذا كانت الصحافة العالمية غداة اغتيال مارتن لوثر كينغ

04 ابريل 2018
دعت الصحافة للتهدئة (Central Press/Getty)
+ الخط -
في مثل هذا اليوم، الرابع من أبريل/نيسان 1968، اهتز العالم على وقع اغتيال مارتن لوثر كينغ الابن، بعدما أطلق عليه جيمس إرل راي رصاصةً أصابت الحنجرة. حدث نزل بثقله على تغطية الصحافة المحلية والعالمية، إذ نشرت الصحف غداة الاغتيال، الأخبار باستخدام نصوص وصور ضخمة لكينغ وعائلته، وغطّت كل الصحف الأميركية، وتوسع تأثير الحدث ليشمل الصحافة العالمية.

وبالإضافة إلى التقارير الإخبارية والتحديثات عن الحدث الصادم، نشرت الصحف أيضًا مقالات افتتاحية تشجب عمل القاتل وتدعو إلى السلام، بحسب إذاعة wabe في أتلانتا.

متابعة التفاصيل 

نشرت صحيفة مثل The Atlanta Journal عنواناً في صدر صفحتها الأولى مثل "الحشد ينتظر عودة الطائرة التي تحمل جثة كينغ"، حيث كان حوالي 100 من المعزين قد تجمعوا في مطار آتلانتا لانتظار كينغ، لكنها نشرت كذلك قصة الجمهوريين الذين دفعوا في اتجاه التشريع الخاص بالحقوق المدنية في أعقاب وفاة كينغ.

ولم تتوقف الصحف عن التذكير بأن مارتن لوثر كينغ كان حائزاً على جائزة نوبل للسلام، وتابعت لحظة بلحظة أخبار رد الرئيس ليندون جونسون على جريمة القتل، وحظر التجول الذي فُرض في المدينة حيث قُتل، وكيف أعلنت الشرطة عن ملاحقتها لرجل أبيض شاب ذي شعر داكن شوهد يفر هارباً من مسرح الجريمة.


تغطية العنف وتوسّل الهدوء

وركّزت الصحافة آنذاك على أعمال العنف التي اندلعت عقب الاغتيال، ونشرت عناوين من قبيل "العنف يسيطر على مدن الأمة"، حيث نُسبت القصة إلى وكالة "أسوشييتد برس"، وتحدثت بعض الصحف عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابات عديدة قد تكون ذات صلة بأعمال الشغب التي اجتاحت البلد.

ونقلت الإذاعة عن المحرّرة في الأرشيف الصحافي في متحف نيوزيام في واشنطن العاصمة، كيت ويلموت، قولها إن "الكثير من الافتتاحيات بدت وكأنها تتوسل الهدوء، وركّزت على فكرة أن الأمة يجب أن تبقى هادئة خلال هذه المأساة، وتحدثت بشكل خاص عن خطاب الرئيس ليندون جونسون حول رفض العنف الأعمى، وأن الدكتور كينغ لم يكن ليرغب في وقوع أحداث عنف، لأنه كان ضد العنف". 

 

تغطية من وجهة نظر البيض؟

قالت مديرة تطوير المعارض في متحف نيوزيام في واشنطن العاصمة، باتي رولي، إنّ تغطية وفاة كينغ كانت تعكس تركيبة غرف الأخبار في عام 1968. 

وأوضحت: "فكّر في الأمر، من كان مسؤولاً عن الصحف والمنشورات الرئيسية؟ ذوو البشرة البيضاء، لم يكن هناك الكثير من النساء في غرف الأخبار في ذلك الوقت، وبالتأكيد ليس الكثير من الأميركيين السود حتى يحكوا قصتهم".

وأضافت قائلة: "كيف يمكن سرد قصص عما كانت عليه الحياة في ظل التفرقة والعنصرية إذا لم يكن لديك أشخاص يشهدون هذه القصص بين موظفيك؟".

وأعادت التذكير بالرابط بين الماضي والحاضر: "من المدهش أن الناس كانوا يحتجون على الظلم الاقتصادي، وسوء معاملة الأميركيين الأفارقة من قبل الشرطة، ووضعية حقوق الإنسان، بعد مرور خمسين عاماً، ما زلنا نتعامل مع بعض هذه المشكلات نفسها".


المساهمون