صفقة ترامب و"الديمقراطي" حول الميزانية تصدم قادة "الجمهوري"

صفقة بين ترامب والحزب الديمقراطي حول الميزانية تصدم قادة "الجمهوري"

07 سبتمبر 2017
يستغل ترامب علاقاته القديمة بالديمقراطيين (فرانس برس)
+ الخط -

طرحت الصفقة المفاجئة، التي توصل إليها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع زعيمي الأقلية الديمقراطية في مجلسي الشيوخ والنواب، تشاك تشومر ونانسي بيلوسي، تساؤلات عن المدى الذي قد يذهب إليه ترامب، في تغيير اتجاه سياساته، والأجندة الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض.

فخلال اجتماع عقده، يوم الأربعاء، في البيت الأبيض مع قادة الحزبين في الكونغرس، انحاز الرئيس الجمهوري إلى وجهة نظر الأقلية الديمقراطية، واتفق معها على رفع سقف الصرف في الميزانية، معارضا موقف الجمهوريين.

وجاء موقف ترامب ليعزز التساؤلات عن حقيقة التحولات الجديدة في اتجاهات الرئيس، بعد موقفه الانقلابي أيضاً من برنامج "الحالمين" المعروف بـ"داكا"، إذ أعلن بعد ساعات قليلة من توقيع قرار تنفيذي بإلغاء البرنامج، الذي وضعته إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، لتنظيم إقامة أكثر من 800 ألف من أبناء المهاجرين غير الشرعيين، أنه قد يعيد العمل ببرنامج أوباما في حال لم يتوصل الكونغرس خلال الأشهر الستة المقبلة إلى وضع التشريعات اللازمة لقوننة أوضاع "الحالمين".

ويشبر توجه البيت الأبيض لعقد صفقات مع الديمقراطيين إلى الخلافات العميقة بين الرئيس والمؤسسة الحزبية الجمهورية، ويعبر عن خيبة أمل ترامب من فشل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، متش ماكنويل، ورئيس مجلس النواب، بول رايان، في تمرير قانون خطة الإصلاح الصحي البديلة عن خطة "أوباما كير".

ويسعى ترامب إلى كسب ود أصوات في الحزب الديمقراطي من أجل ضمان تمرير مشروعه للإصلاح الضريبي، والاتفاق على إصدار قانون جديد للهجرة يأخذ بعين الاعتبار تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود ويؤمن تمويل بناء الجدار العازل مع المكسيك.

ويستعين ترامب بصداقاته القديمة في الحزب الديمقراطي عندما كان أحد أبرز المتبرعين للحزب، وكذلك في علاقاته "النيويوركية"، وخصوصا مع تشاك تشومر ممثل نيويورك في مجلس الشيوخ.

ونقلت محطة "سي إن إن" التلفزيونية عن مسؤولين في الحزب الجمهوري شاركوا في اجتماع البيت الأبيض قولهم إن "موقف ترامب المفاجئ خلال مناقشة الميزانية أحدث صدمة لدى رايان وماكونويل وكذلك لدى شومر وبيلوسي".

وأشارت مصادر المحطة التلفزيونية إلى أن دخول إيفانكا ترامب إلى قاعة الاجتماع أثار غضبا واستياءً بين أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري، إذ يعتبر كثير من الجمهوريين أن إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر أقرب إلى الحزب الديمقراطي من الحزب الجمهوري، حتى إن حقيقة أن ابنة الرئيس تحولت من المسيحية البروتستانتية إلى اليهودية لا تروق كثيرا لتيار المحافظين في الحزب الجمهوري، الذين يرون في ترامب في هذا التفصيل العائلي ليبراليا متطرفاً ومثالا لرجل الأعمال النيويوركي الليبرالي.