نتنياهو في موسكو مجدداً لبحث النفوذ الإيراني في سورية

نتنياهو في موسكو مجدداً لبحث النفوذ الإيراني في سورية

28 يناير 2018
الإعلام الإسرائيلي هاجم عملية "غصن الزيتون" (ماكسيم شبينكوف/فرانس برس)
+ الخط -
للمرة السابعة منذ توليه منصبه، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، لبحث "المخاطر" الناجمة عن تعاظم النفوذ الإيراني في سورية. 

وفي بيان صدر عنه الليلة الماضية، أوضح ديوان نتنياهو أن اللقاء مع بوتين يأتي بهدف "التباحث حول التطورات الإقليمية، لا سيما في أعقاب اتجاه موازين القوى داخل سورية لصالح إيران ونظام الأسد". 

وحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع صحف الاحتلال الإسرائيلي انتشارا والمقربة من ديوان نتنياهو، فإن "إسرائيل تريد دائما إيصال رسالة للروس والعالم مفادها بأنها عازمة على عدم السماح لإيران بمراكمة نفوذها في سورية". 

وقد نقلت الصحيفة، اليوم، عن محافل رسمية في ديوان نتنياهو مزاعمها أن "موسكو قلقة من

إمكانية أن يفضي حسم المواجهة في سورية لصالح نظام بشار الأسد، إلى سيطرة الإيرانيين على البلد". وأضافت: "الروس مثلنا غير معنيين بالتواجد الإيراني في سورية"، مشيرة إلى أن "اللقاء بين بوتين ونتنياهو تقرر خلال اتصال هاتفي بادر إليه الأخير، مطلع الشهر الجاري"، وأن "الزيارة تمثل حلقة في "منظومة التنسيق" الإسرائيلي الروسي الذي تكرّس بعيد بدء التدخل الروسي في سورية".

وقد عمدت إسرائيل، عشية اللقاء، إلى تبنّي استراتيجية دعائية تقوم على تسريب إشاعات بهدف حشد التأييد لموقفها ضد التواجد الإيراني في سورية. 

وضمن هذه الاستراتيجية، زعمت تل أبيب أن الإيرانيين سمحوا مؤخرا لحركة "حماس" بالتمركز في سورية، وتحديدا في منطقة هضبة الجولان، بهدف بناء قواعد تسهّل عليها مهاجمة العمق الإسرائيلي. 

وتتناقض هذه الإشاعات مع حقيقة أن قطيعة كبيرة تامة تسود بين نظام الأسد وحركة "حماس بسبب موقف الأخيرة من الثورة السورية. ويأتي تسريب هذه الإشاعات امتدادا للمزاعم الإسرائيلية بأن الحركة تعكف حاليا على بناء قواعد عسكرية في جنوب لبنان. 

وقد انضم السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، الليكودي داني دانون، للحملة الدعائية، حيث ادعى، خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، أن "الإيرانيين يعملون على تحويل سورية إلى القاعدة العسكرية الأكبر في العالم". 

وزعم دانون أن 82 ألف مقاتل يعملون تحت القيادة الإيرانية في سورية، من بينهم 3 آلاف هم من عناصر "الحرس الثوري" الإيراني، و10 آلاف عنصر شيعي، و9 آلاف عنصر لـ"حزب الله"، إلى جانب 60 ألف عنصر سوري محلي. 

وأضاف: "نحن نقوم بالكشف عن هذه الأرقام، لكي نحذّر العالم من أنه في حال تم غض الطرف عن النفوذ الإيراني في سورية، فإن هذا الخطر سيتعاظم مع مرور الوقت". وتساءل: "لماذا تواصل إيران تجنيد المتطرفين من أجل أن يقتلوا في ساحات الوغى في سورية؟ لماذا تواصل إيران بناء قواعد عسكرية دائمة لها هناك؟ الإجابة واضحة: من أجل تكريس عدم الاستقرار في سورية والمنطقة، لمواصلة تهديد إسرائيل والعالم الحر"، على حد تعبيره. 

وعلى الرغم من أن أحدا في إسرائيل لم يتطرق، بشكل رسمي، إلى إمكانية أن يتناول لقاء بوتين نتنياهو إمكانية إدخال تعديلات على الاتفاق النووي مع إيران، إلا أنه من غير المستبعد أن يطرح الأخير هذه القضية. 

يذكر أن المسؤولين الروس كرروا دوما، رفضهم إدخال أية تعديلات على الاتفاق النووي.

على صعيد آخر، هاجمت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليمينية حملة "غصن الزيتون" التي تشنها تركيا حاليا في شمال سورية، إذ اتهمت صحيفة "جيروسلم بوست" كلاً من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بتبنّي "معايير مزدوجة بسبب الصمت على العملية التركية. 

وزعمت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم، أنه "يتوجب التنديد بالعملية التركية تماما، كما قام العالم بالتنديد بالحملات العسكرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في العقد الأخير". 

وحسب الصحيفة، فإن إسهام الأكراد في الحرب على تنظيم "داعش" يجب أن يقنع العالم بالتدخل لوقف الحملة التركية ضدهم.



المساهمون