نانو روبوت... وسيلة جديدة لعلاج السرطان

نانو روبوت... وسيلة جديدة لعلاج السرطان

22 فبراير 2018
تقطع التروية بالدم والأوكسجين عن الأورام للحد من نموها(تويتر)
+ الخط -
تُعتبر وحدة قياس المسافات "النانو" وحدة من بين الوحدات المُستعملة للأشياء الدقيقة، ويقصد بها جزء من المليون من الميليمتر. وقد ظهرت، في السنوات الأخيرة، تقنية النانو التي تهدف إلى ابتكار مواد وأجهزة دقيقة تقاس أبعادها بهذه الوحدة. 

وقد أسفر دمج وتكامل المواد النانوية مع الأحياء عن تنمية الأجهزة التشخيصية، وعوامل التباين، وكذلك الأدوات التحليلية، وتطبيقات العلاج الطبيعي وأدوات توصيل الدواء.
ويُعول الباحثون في مجال الطب على تكنولوجيا النانو لصنع آلات وروبوتات دقيقة، بمقياس نانومتري، يُمكنها تعويض الطرق التقليدية المستخدمة في علاج بعض الأمراض، وذلك من خلال حقن روبوتات دقيقة في الدم، لتقوم بأداء مهمات معقدة داخل جسم الإنسان، كإيصال الدواء إلى أعضاء محددة، أو علاج الجلطات الدموية أو الأورام.

وفي هذا السياق، نجح باحثون من جامعة ولاية أريزونا، في الولايات المتحدة الأميركية، في تطوير روبوتات لا يتعدى طولها 90 نانومترا، ويمكن استخدامها لتدمير الخلايا السرطانية وتقليص حجم الأورام الخبيثة، دون تعريض الأنسجة والخلايا المجاورة إلى أضرار.


وتعاون الباحثون مع علماء من المركز الوطني للتقنية والعلوم النانوية التابع للأكاديمية الصينية، حيث تمكنوا من تصميم روبوتات قادرة على قطع التروية الدموية (وهي عملية تزويد الأنسجة الحيوية والخلايا بالأكسجين والغذاء) عن الأورام، وهو الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى انكماش الأورام والحد من نموها. وقام الباحثون بإجراء تجارب على فئران. وأظهرت الروبوتات نجاعة في القضاء على سرطان الثدي وأورام المبيض السرطانية، إذ استطاعت، بعد أسبوعين من بداية العلاج، من تدمير الأورام الخبيثة.

وسبق أن حاول الباحثون ابتكار روبوتات نانوية لتدمير الأورام، إلا أن التقنيات السابقة كانت تقوم باستهداف الأورام بشكل مباشر، وهو ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالخلايا والأنسجة المحيطة. ويعتبر حقن الأورام بالأدوية من بين الأسباب التي تؤدي إلى تمزقها، مما ينتج عنه انتشار الخلايا المريضة في الأماكن القريبة منه، في حين تقوم الروبوتات الجديدة باستهداف الأوعية الدموية المغذية للأورام، حيث يمكن تطبيق نفس التقنية على أنواع عديدة من السرطانات.

واستوحى الفريق الباحث فكرة تصميم الروبوت من فن الأوريغامي (فن ياباني يهتم بطي الورق). كما يحتوي الروبوت على طبقة من الحمض النووي يبلغ طولها 90 نانومترا وبعرض 60 نانومترا. وبعد إجراء مجموعة من التجارب على الفئران والخروج بنتائج مشجعة، يطمح الباحثون إلى الانتقال بتجاربهم السريرية نحو البشر.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأبحاث تعمل على تطوير روبوتات مجهرية، وقد تمكن باحثون في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر التابع لمعهد مساتشوستس للتكنولوجيا، من تطوير روبوتات دقيقة قادرة على الوصول إلى الجلطات في مجرى الدم وتنظيفها. وتم تصنيع روبوت يستطيع السباحة في الأوعية الدموية والانتقال بسرعة ثلاثة سنتيمترات في الثانية.

دلالات

المساهمون