نازح سوري يبني منزلاً بصناديق الذخيرة

نازح سوري يبني منزلاً بصناديق الذخيرة

08 نوفمبر 2016
كلفه خمسة آلاف دولار أميركي (جابر أبو محمد)
+ الخط -
تمكّن السوري الخمسيني هيثم ناصر "أبو محمد" النازح في آخر مرة من ريف حلب الشرقي إلى محافظة إدلب، من صنع منزلٍ مثيرٍ للجدل، ليعيش فيه مع عائلته المكوّنة من تسعة أشخاص. فالمنزل مبني بصناديق الصواريخ والذخيرة التي يأمل أن يستفيد من حديدها لاحقاً بعد انتهاء الحرب.

يجلس أبو محمد في صدر المنزل، ويكشف لـ "العربي الجديد" عن حبّه لمهنة الحدادة الذي دفعه إلى بناء منزله بهذا الشكل اللافت. يقول: "نزحت من ريف حماة الشرقي قبل نحو خمس سنوات، لأنتقل بعدها خمس مرات".

بعد سلسلة النزوح مع عائلته الكبيرة، ومع معدّات عمله التي رفض تركها، قرّر أبو محمد الاستقرار في منزلٍ يصنعه على طريقته الخاصة، عبر شراء كمياتٍ كبيرة من الحديد وصناديق الذخيرة، والصواريخ الفارغة.

بذلك، كلّفه المنزل نحو ثلاثة ملايين ليرة سورية (نحو خمسة آلاف دولار أميركي) وخمسة أشهر من التعب المستمر. وما زال يحتاج إلى قليل من الجهد والمال ليكتمل بشكلٍ نهائي.

(جابر أبو محمد)


يتكوّن منزل أبو محمد من أربعة غرف ومنتفعات ودكّانين مخصّصين لمهنته. وعن التكاليف التفصيلية للمنزل يقول أبو محمد: "بدأت العمل قبل خمسة أشهر تقريباً. وما زال يحتاج إلى شهر إضافي من العمل. اشتريت 27 طنّاً من الحديد، ونحو 100 صندوق ذخيرة وأسلحة، بالإضافة إلى طين بمبلغ 100 ألف ليرة لسد الثغرات بين الحديد".

يضيف الرجل الذي يبدو أنه صنع منزله بشكلٍ مناسب لعمله وحياته: "المنزل مناسب للعيش في الصيف والشتاء، فبالإمكان إحكام إغلاقه في الشتاء، وفتح أبواب الصناديق الحديدية للتهوية صيفاً".

يتابع: "مشروع بناء هذا المنزل خطر في بالي بسبب مهنتي التي أحبها جداً، فقررت أن يكون منزلي حديدياً، ووجدت أن صناديق الذخيرة مناسبة جداً لبنائه". يشير إلى أنّ المشروع بدأ كفكرة قبل نحو عامين. أما بخصوص التصميم فيقول: "هناك سهولة كبيرة في إمكانية فك الحديد الذي يكوّن المنزل، وفي الإمكان الاستفادة منه في أغراض أخرى لاحقاً في حال عدت إلى قريتي".

(جابر أبو محمد)



سابقاً، أدار أبو محمد الكثير من الورش في مجال مهنته، لكنّ الحرب التي طاولت قريته أفقدته الكثير من المال، بالإضافة إلى عدم تمكنه من مزاولة نشاطه في القرية مجدداً. يمتلك الرجل خبراتٍ طويلة في عدّة مجالات لها علاقة بالحديد، ويشرح هذه النقطة بالقول: "عملت مع عددٍ من الشركات الأجنبية والمهندسين الألمان والأوروبيين في عددٍ من مصانع الحديد وإطارات السيارات الحديدية واكتسبت منهم الكثير من الخبرة".