من يمول بنك معلومات "ولاية سيناء"؟

من يمول بنك معلومات "ولاية سيناء"؟

13 فبراير 2020
تعرضت قوات الأمن لسلسلة من الضربات (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
وجه تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، ضربة قوية إلى الجيش المصري عبر استهدافه أحد قادة الألوية في الجيش المصري، في محافظة شمال سيناء، شرقي البلاد، الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى مقتله. ويعيد هذا الأمر الحديث عن مصادر معلومات "ولاية سيناء"، التي تمكنه من الوصول إلى شخصيات أمنية وعسكرية، منذ أكثر من ست سنوات، وفي ذلك إشارة إلى تسريب معلومات عن قوات الجيش والشرطة، وخطط وتحركات الأمن المصري، ما يؤدي إلى تحقيق التنظيم نتائج صادمة ودامية، على صعيد استهداف شخصيات عسكرية وأمنية، أو مهاجمة كمائن في توقيتات معينة، مقابل إفشال مخططات الأمن المصري في كثير من الأحيان.

وفي تفاصيل الاستهداف الأخير، قتل قائد لواء في الجيش المصري، عميد أركان حرب،  يدعى مصطفى أحمد عبيدو، مساء الثلاثاء الماضي، في تفجير استهدف سيارته في مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، في أول استهداف لشخصية عسكرية رفيعة المستوى منذ أشهر طويلة. وقالت مصادر قبلية وشهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إن "عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون، يعتقد انتماؤهم لتنظيم ولاية سيناء، انفجرت بسيارة عبيدو أثناء سيرها على الطريق الدولي في منطقة التلول، شرق بئر العبد، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل من كان فيها". وأضافت أن "الانفجار هز المنطقة، وأدى لاشتعال النيران بالسيارة، قبل أن تهرع قوات الجيش والإسعاف إلى المكان". من جهتها، قالت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري، لـ"العربي الجديد"، إن عبيدو، قائد "اللواء 134" و"الفرقة 18 مشاة ميكانيكا"، قتل إثر استهداف سيارته في نطاق مدينة بئر العبد. وأضافت المصادر أنه جرى إخطار قيادة عمليات الجيش المصري على الفور.


يأتي هذا الاستهداف في ذكرى العملية العسكرية الشاملة التي بدأت في فبراير/ شباط 2018، والتي لم تنجح، حتى الآن، في تحقيق نتائج حاسمة بالقضاء على التنظيم، في ظل استمرار هجماته ضد قوات الجيش والشرطة في كافة مدن محافظة شمال سيناء. وجاء الهجوم في منطقة يتم فيها للمرة الأولى استهداف شخصيات عسكرية، وبعيدة نوعاً ما عن مسرح العمليات في مدن رفح والشيخ زويد والعريش. كما جاء الهجوم بعد أيام قليلة من زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمد فريد، لمحافظة شمال سيناء، حيث تفقد الوضع الأمني فيها، إثر سلسلة واسعة من الضربات التي تعرضت لها قوات الأمن في مناطق سيناء كافة، شملت تفجير خط الغاز بمدينة بئر العبد، بعد هدوء نسبي ساد المنطقة لعدة أسابيع.

يقول متابع للشؤون الأمنية في سيناء، لـ"العربي الجديد"، إن استهداف شخصية بحجم قائد لواء في الجيش المصري، لا يمكن أن يتم من دون معلومة سرية تسربت، وربما يكون ذلك من النقطة التي تحرك منها القائد العسكري، أو إحدى النقاط التي مر بها خلال سير سيارته على الطريق الدولي. وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يستفيد فيها تنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي من المعلومات عن العاملين في صفوف الجيش المصري أو المتعاونين معه من المدنيين، وبالتالي فإن الاستهداف شكل ضربة حقيقية لقيادة الجيش في سيناء. وأوضح أن هذا الأمر يستدعي تشديد إجراءات تنقل القيادات العسكرية، والبحث عن مصادر المعلومات لتنظيم "ولاية سيناء"، نظراً إلى تكرر حوادث اغتيال قيادات أمنية وعسكرية على مدار السنوات الماضية، شملت مسؤولين في الجيش والشرطة، عدا عن استهداف المتعاونين مع الأمن المصري برغم تخفيهم والعمل بالسر، وفي ذلك إشارة أخرى إلى أن ثمة من يمد التنظيم بالمعلومات اللازمة حول الأهداف النوعية.

واعتبر المتابع، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الاستهداف جاء في توقيت حساس للغاية، إذ يتزامن مع الذكرى الثانية لبدء العملية العسكرية الشاملة التي أكد التنظيم بهجماته الأخيرة أنها لم تستطع القضاء عليه، موضحاً أنه في فترة العملية الشاملة، تمددت هجمات التنظيم إلى مناطق بئر العبد، بعدما كانت مقتصرة على مدينتي رفح والشيخ زويد، بالإضافة إلى أن الاستهداف يأتي بعد تفقد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية لسيناء قبل أيام، عدا عن الحديث المتكرر للجيش المصري عن سيطرته على الميدان. كما يأتي بعد ساعات قليلة من إعلان الداخلية المصرية عن قتل 17 مسلحاً جنوب مدينة العريش، ما يعني أننا أمام جولة جديدة من نشاط "ولاية سيناء" رغم كل ضربات الجيش المصري، والتي يخشى متابعون من أن تتمدد خلال الفترة المقبلة لتطاول أهدافاً أخرى غير التي جرى استهدافها أخيراً.

المساهمون