تتصاعد الدعوات في العراق لتعزيز منظومة كاميرات المراقبة لكشف الهجمات والحوادث الأمنية المتكررة التي تشهدها العاصمة بغداد، وذلك بالتزامن مع انتشار مقاطع فيديو تشير إلى قيام مجهولين بتحطيم كاميرات مراقبة تابعة لوزارة الداخلية في مناطق سجلت فيها هجمات يُعتقد أن مليشيات مسلّحة تقف وراءها.
وخلال الشهر الحالي، كشفت حادثتان عن وقوف جماعات مسلّحة يُعتقد أنها مرتبطة بإحدى المليشيات، وراء تحطيم أو تعطيل كاميرات المراقبة، إذ أكدت الشرطة خلال التحقيق بجريمة اغتيال الباحث هشام الهاشمي أن الكاميرات تم تعطيلها، كما أظهر شريط مسرّب نشره أحد السياسيين العراقيين عملية تحطيم لكاميرات مراقبة ببغداد.
من صفحة السياسي كريم النوري ... @karemnory3 pic.twitter.com/zcRnBPDs9E
— د. زيد عبد الوهاب الاعظمي (@zaidabdulwahab) July 18, 2020
حذار من الانفلات !!!؟؟ من هؤلاء الذين يرفعون الكاميرات من الشوارع... انهم يخططون لعودة العنف والمفخخات والتفجيرات الى الشوارع pic.twitter.com/dgvzIWfzRl
— كريم بدر الحمداني (@karimbadir) November 24, 2019
وتشير أصابع الاتهام إلى المليشيات المسلحة التي تتولى عملية قصف المنطقة الخضراء والقيام باغتيالات وخطف، بالوقوف وراء عملية تحطيم كاميرات المراقبة، ووصف مسؤول بالداخلية العراقية ذلك تعليقاً على سؤال لـ"العربي الجديد"، حول الجهة التي تقف وراء إيقاف عمل منظومة كاميرات المراقبة بأنها "الولائية"، في إشارة إلى المليشيات المرتبطة بإيران، مضيفاً: "لا أحد غيرهم يمكنه الخروج ليلاً وتسلّق أبراج المراقبة وتحطيم الكاميرات والمغادرة، وقد يستخدمون أيضاً سيارات الدولة"، في إشارة إلى أنهم عناصر يمتلكون هويات الانتساب إلى "الحشد الشعبي".
وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق حاكم الزاملي، إن الكاميرات تعادل نصف الجهد الاستخباري لأن أي خرق أو خلل أمني يمكن متابعته وكشفه من خلال كاميرات المراقبة، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن وجود الكاميرات يمنح القوات الأمنية القدرة على ملاحقة المشتركين بالخروقات الأمنية، سواء كانت اغتيالاً أو خطفاً أو سطواً مسلحاً أو ابتزازاً، وغير ذلك من الحوادث، بما فيها العمليات الإرهابية، لذلك فإن نصب كاميرات المراقبة مهم جداً، مشدداً على ضرورة وجودها في نقاط التفتيش من أجل مراقبة أداء عناصر الأمن والضباط كي لا يقوموا بأي أعمال مخالفة للقانون.
وأشار الزاملي إلى وجود إرادة يقف وراءها مفسدون يعملون من أجل عدم نصب كاميرات مراقبة أو تعطيلها أو تكسيرها، مضيفاً: "لاحظنا قبل يومين شخصاً ملثماً قام بتحطيم عدد من الكاميرات في بغداد، وهذا يدلّ على أن وجود كاميرات المراقبة يساعد على كشف الجرائم والفاسدين، والذين يقومون بحوادث منافية للعمل الأمني والاستخباري".
كشفت حادثتان هذا الشهر عن وقوف جماعات مسلّحة يُعتقد أنها مرتبطة بإحدى المليشيات، وراء تحطيم أو تعطيل كاميرات المراقبة
وبشأن تكرار عمليات القصف للمنطقة الخضراء، وجرائم الخطف والاغتيال، على الرغم من وجود آلاف كاميرات المراقبة في العاصمة العراقية، قال الزاملي إن "كل ذلك يعطي رسائل سلبية وغير إيجابية للمجتمع الدولي والمحيط الإقليمي"، مبيناً أن عمليات القصف والخطف والتهديد تُعدّ أموراً خطيرةً، وعلى الحكومة أن تقوم بواجباتها لوقفها.
ولفت إلى أن وجود كاميرات مراقبة يمكن أن يحدّ من مثل هذه العمليات، ويعرّض المتورطين بها للاستهداف، مشيراً إلى وجود جهاتٍ وأيادٍ خفية بتعطيل الكاميرات للحدّ من فاعليتها، وعلى الحكومة القيام بواجباتها لمحاسبة المسؤولين الأمنيين الذين تعطّلت الكاميرات ضمن نطاق مسؤوليتهم.
Video kidnapping of #hellamewis , in the Karrada district of Baghdad
— علي ألمكَدام - Ali Al_Mikdam (@ali_almikdam) July 21, 2020
فيديو كاميرات المراقبة يوضح عملية اختطاف الصديقة الألمانية هيلا ميوس مديرة منظمة تركيب بغداد للفنون المعاصرة pic.twitter.com/P3TQJgdYfc
بدوره، شدد المتحدث باسم جبهة "الإنقاذ والتنمية" عبد الكريم عبطان، على أن وجود كاميرات المراقبة يعتبر من المسائل المهمة لمتابعة الجريمة، لكن للأسف شاهدنا مقاطع فديو لجهات تقوم بتكسير الكاميرات، لأن لها مصلحة في ذلك، داعياً في حديث إلى "العربي الجديد"، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى متابعة مثل هذه القضايا.
وأكد ضرورة تفعيل كاميرات المراقبة، على أن يرافقها جهد استخباري من قبل الأجهزة الأمنية، من أجل حفظ الأمن والحدّ من الجريمة، مبيناً أن تكرار الخروقات الأمنية يؤثر على سمعة العراق الدولية. ولفت إلى أن تكرار عمليات الجريمة المنظمة يعكس صورة غير جيدة عن الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن الجهات التي تقوم بتعطيل وتكسير كاميرات المراقبة لها مصلحة في ذلك. وتابع أن "هذه الجهات هي التي تقوم بالخطف والقتل والاغتيالات"، مبيناً أنها تخشى كشفها من خلال الكاميرات، لذا تقوم بتكسيرها.
ودعا عبطان وهو نائب سابق، إلى ملاحقة الأشخاص الذين يقومون بتعطيل وتكسير كاميرات المراقبة، من أجل معرفة أسباب ذلك، مؤكداً أن تحطيم الكاميرات يتسبب بإخفاء المتورطين بأعمال تخلّ بالأمن.
من جهته، شدد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان عباس صروط على ضرورة الاستعانة بالكاميرات والطائرات المسيّرة من أجل كشف الخروقات الأمنية التي تحدث، لا سيما تلك التي تحصل في المناطق الحكومية الحساسة، موضحاً في تصريح صحافي أن المعلومات المتوفرة تشير إلى تعرض المنطقة الخضراء إلى قصف بـ 3 قذائف هاون من منطقة الكرادة ببغداد يوم الأحد الماضي، من خلال استخدام سيارة طراز (نيسان بيك أب) كانت مركونة إلى جانب الطريق.
وتداول ناشطون مقطع فديو يظهر قيام أشخاص بقصف المنطقة الخضراء التي توجد فيها السفارة الأميركية من منطقة الكرادة في بغداد يوم الأحد الماضي.
🔴لحظة قصف السفارة الأمريكية في العراق اليوم بوضح النهار وعلى المكشوف وأمام أعين الناس ومركز الشرطة قريب منهم.
— مهدي مجيد (@mahdimajeed8) July 19, 2020
الساعة الثالثة عصراً من منطقة الزوية في الكرادة/ بغداد المنطقة القريبة للخضراء عبر النهر. pic.twitter.com/tD5MOhYGRy