من الهند إلى العراق بعد قرنَين

من الهند إلى العراق بعد قرنَين

02 أكتوبر 2015
في الهند كان خزّانها الأصلي (فرانس برس)
+ الخط -
بدأت حكاية الكوليرا في القرن التاسع عشر، مع انتشارها في جميع أنحاء العالم، انطلاقاً من خزانها الأصلي الذي حُدّد حينها في دلتا نهر الغانج في الهند. سُجّلت ستّ جوائح حصدت أرواح الملايين من كل القارات. أما الجائحة السابعة والأخيرة، فانطلقت من جنوب آسيا في عام 1961 لتصل إلى أفريقيا في عام 1971 وإلى الأميركتين في عام 1990. وتُعَدّ الكوليرا اليوم مستوطنة في عديد من البلدان، بحسب ما تفيد تقارير منظمة الصحة العالمية. واليوم، ظهرت الكوليرا في العراق لتخلّف ضحايا بين قتلى ومصابين بالمرض. وتعمل منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة العراقية، للإحاطة بالأزمة.

الكوليرا من الأمراض المعوية المعدية، تنتقل بين البشر عن طريق تناول طعام ملوّث أو شرب مياه ملوّثة ببكتيريا الكوليرا. ويقدّر معدل الوفيات في أفريقيا بـ 5% من مجموع الحالات، وبأقلّ من 1% في مناطق أخرى من العالم. وعلى الرغم من تهديد الكوليرا الحياة، إلا أن الوقاية من هذا المرض غالباً ما تكون واضحة من خلال اتباع ممارسات صحية سليمة.

والمناطق المعرّضة للخطر هي الأحياء الفقيرة المتاخمة للمدن، حيث تنعدم البنية التحتية الأساسية، وكذلك مخيمات النازحين أو اللاجئين، حيث لا يتوفّر الحدّ الأدنى من المياه النظيفة والصرف الصحّي السليم. ومن شأن العواقب المترتبة على أي كارثة، من قبيل تعطل شبكات المياه والصرف الصحي أو نزوح السكان إلى مخيمات مكتظة وغير ملائمة، أن يزيد من مخاطر سريان الكوليرا إذا كانت البكتيريا موجودة أو في حال أدخِلت. تجدر الإشارة إلى أن الأوبئة لم يسبق أن حدثت على خلفية وجود جثث.

إلى ذلك، أُبلغت منظمة الصحة العالمية، في عام 2011 مثلاً، بما مجموعه 589 ألفاً و854 حالة في 56 بلداً، ومن بينها 816 وفاة. يُذكر أن عدداً كبيراً آخر من الحالات لم يُحص، بسبب العقبات التي تواجهها نُظم الرصد، وبسبب الخوف من فرض قيود على التجارة والسفر في البلدان المصابة. وتشير التقديرات إلى أن العبء الحقيقي للمرض يتراوح ما بين ثلاثة وخمسة ملايين حالة إصابة، وما بين 100 و120 ألف وفاة سنوياً.

في هذا السياق، تقول الاختصاصية في الطب الداخلي، الدكتورة عاتكة برّي، لـ"العربي الجديد"، إن "الكوليرا مستوطنة في أفريقيا بشكل مستمر، خصوصاً في بنغلادش وسريلانكا. وسبب انتشارها هو صبّ مياه الصرف الصحي في الأنهار، واستحمام بعض الناس بتلك المياه الآسنة، بالإضافة إلى أنهم لا يضعون فلاتر خاصة لمياه الشفة قبل شربها".

إقرأ أيضاً: كوليرا العراق