منتدى نساء أفريقيا.. ثورة على ثقافة مجتمعات ذكورية

منتدى نساء أفريقيا.. ثورة على ثقافة مجتمعات ذكورية

16 مايو 2015
نساء القارة السوداء يجاهدن لتحصيل حقوقهن
+ الخط -

ناقش منتدى "نساء أفريقيا الإبداع والاستثمار" كفاح النساء الأفريقيات للانخراط في مجالات العمل، في ما سمته مشاركات في المنتدى بـ "الثورة على ثقافة مجتمعات ذكورية وأبوية".

وأقيم المنتدى على هامش الدورة الثامنة عشرة من مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" في مدينة الصويرة، والمنعقد حالياً في المغرب.

وقالت المؤرخة الفرنسية ذات الأصول التونسية، صوفي بيسيس، في كلمة لها بالمنتدى، إن إشكاليات المرأة في أفريقيا مرتبطة بعدة عوامل، بينها "الممارسات التمييزية بين الجنسين التي تظهر بوضوح في سخرية ممارسيها من الرجال من الاحتجاج السنوي ضدها الذي يقام في اليوم الثامن من مارس/آذار".

وأضافت أن إشكاليات الإنجاب والسن المبكر للزواج والفقر، دفعت جميعها النساء الأفريقيات للتحول إلى معيل لأسرهن، بالرغم من أن الرقم الذي تحققه أفريقيا على هذا الصعيد ضعيف مقارنة بغيره في بقية القارات.

وقالت بيسيس إن "القوانين الموضوعة في عدد من البلدان الأفريقية لا تخدم النساء، لا سيما في وجود المؤشرات الاقتصادية السيئة المؤثرة على حياتهن وأسرهن". مضيفة أن المغرب على سبيل المثال فشل في إسقاط تعدد الزوجات في مدونة الأسرة المقررة سنة 2004، ما يعتبر تراجعاً على مستوى مكتسبات النساء.

وقالت البرلمانية السينغالية عايساتو مبودج، رئيسة لجنة الثقافة والاتصال بالجمعية الوطنية ورئيسة مقاطعة بامبي بالسينغال، إن "المرأة في المغرب لها دور كبير في تأسيس منظومته الاجتماعية" وإنها كانت "منبهرة" بزيارة سابقة للمغرب اقتربت فيها من الوزارة الوصية على قطاع المرأة، لكن لم يفت عايساتو أن تدعو إلى خلق إطار تشاركي لتحفيز الأسر الأفريقية على تحسين فرصها السوسيواقتصادية.

اقرأ أيضاً: رجال يخضعون لعنف زوجاتهم ولا يشتكون

من جهتها قالت مساعدة ممثلة الأمم المتحدة الخاصة بالنساء في نيجيريا ودول غرب أفريقيا، أدجيراتو فاتو ندياي، إن التمييز الذي تتعرض له النساء في القارة الأفريقية له مظاهر واسعة بالرغم من النجاحات التي حققتها النساء.

وأضافت ندياي، أنه بالرغم من تمحور التغييرات في حياة الأسر الأفريقية على العامل الاقتصادي وخروج النساء إلى العمل والصراع بينهن وبين سلطة المجتمع الذكوري أو الأبوي، إلا أن ذلك "لم يؤثر كثيراً على البنية الأسرية في أفريقيا".

وبرأيها: "كل ما لا يمس السلطة الأبوية في المجتمعات الأفريقية هو أمر مقبول؛ بما فيه خروج النساء إلى العمل" لكن هذا لم يمنعها من التحذير من "حماة المؤسسة الذكورية والأبوية الذين يتحركون كلما بدوا مهددين".

على صعيد آخر، قالت الباحثة الموريتانية مريم بابا أحمد، إن المجتمع الموريتاني يعيش انتقالاً من وضع سادة استعباد فئة "الحراطين/السود من أبناء العبيد القدامى"، إلى وضع تحكمه ترسانة قانونية، لكن لا يفلح المجتمع الموريتاني كله بحسب الباحثة في تخطي المواجهة بين "الأسياد السابقين وأبناء المستعبدين السابقين"، وهو ما تغيب عنه أرقام تضبط تحركه داخل المجتمع الموريتاني لاعتباره من المحرمات، باستثناء مبادرات قليلة.

وفي مداخلتها ضمن المنتدى قالت الأستاذة في جامعة فاس المغربية فاطمة صديقي، إن "الثورة الأبوية منظومة تقمع النساء والرجال على حد سواء، وهي راسخة ضمن كل ما هو اقتصادي واجتماعي في كل المجتمعات ليس فقط الأفريقية منها"، مضيفة أن هناك ضريبة يجب أن تدفع على خروج النساء إلى العمل في فضاء ذكوري، وهو الأمر الحتمي لزعزعة المنظومة الذكورية الأبوية وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية للمرأة".

اقرأ أيضاً: "زواج" وزيرين يتحول إلى قضية سياسية في المغرب

دلالات

المساهمون