منتخب الوطن أم منتخب النظام؟

منتخب الوطن أم منتخب النظام؟

09 سبتمبر 2017
+ الخط -
يثير السجال الذي يجري بين السوريين اليوم على خلفية الموقف من منتخب الوطن أسئلة كثيرة، تضاف إلى الأسئلة التي لا تزال المسألة السورية تطلقها يوما بعد آخر، منها: هل هذا المنتخب هو منتخب سورية أم منتخب النظام؟ هل تشجيع المنتخب السوري هو تشجيع للنظام؟ وهل يمكن الفصل حقا بين النظام والمنتخب، خصوصا أن لاعبي الأخير يحملون صورة الدكتاتور؟
أولا، من المعيب، كما يبدو لي اختزال المنتخب السوري أو أي مؤسسة أو نشاط سوري بالنظام، فأي نشاط يقام هنا يبقى نشاطا سوريا، ويبقى محسوبا على اسم سورية الوطن، لا النظام. فالمنتخب من كل الأطياف السورية، فينبغي التعامل معه باعتباره سوريا، وليس مجرد أداة لهذا الطرف أو ذاك، لأن النصر سيبقى لسورية، فبعد مائة عام لن يقال إن الأسد حاز هذا النصر أو ذاك، بل سيقال إن سورية هي من انتصرت.
ثانيا: ندرك جيدا أن الأنظمة المستبدة تعمل على استغلال كل شيء لصالحها، فالنظام لا يستغل الرياضة فقط، بل هو يستغل كل ما يمكن استغلاله. هذا بديهي، وكلنا نعرف أنه يستغل حتى المعارضة التي لم تسلم من تخوين معارضات أخرى، الأمر الذي يعني أنه ليس ذنب الرياضة إن كان النظام سيستغلها. هنا تبقى مسألة رفع صور الدكتاتور أو وضعها على قمصان المنتخب، وهو أمر مربك حقا، ولكن ثمّة سؤال: هل يستطيع أحد من لاعبي الداخل أن يرفض ذلك حال طلب النظام؟ هنا قد يقول بعضهم إن الانسحاب أشرف وأفضل، لنكون أمام سؤال آخر: ألا يعني ذلك القول إننا نطلب من الذين يحبون الرياضة أن يتوقفوا عن ممارسة كل شيء إلى حين انتصار الثورة؟ وأليس هذا خطابا عدميا في نهاية المطاف؟
ثالثا: من المعيب اعتبار أن كل مشجع للمنتخب غير وطني، وخائن لدماء الشهداء والرياضيين. ومن المعيب أيضا اعتبار أن كل من لا يشجع المنتخب غير وطني أيضا. الأمر متروك للحريات الشخصية والرؤى الشخصية وطريقة النظر إلى الأمور، شرط عدم تخوين أي طرف للأخر، ناهيك عن أنه من حق الناس البسطاء التي تعبت من الحرب أن تجد منافذ فرح لها، وأن تفرح لاسم سورية، من دون أن تكون بذلك مع الدكتاتور أبدا؟
avata
avata
ماهر سمعان (سورية)
ماهر سمعان (سورية)