مناشير إسرائيلية "تحرّض" على اغتيال قيادات للاحتلال بمواقع التواصل

مناشير إسرائيلية "تحرّض" على اغتيال قيادات للاحتلال بمواقع التواصل

27 نوفمبر 2017
دعوات لاغتيال شخصيات إسرائيلية (برندان سميالوسكي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت دراستان إسرائيليّتان عن تعاظم مظاهر ما وصفته بالـ "التحريض" في مواقع التواصل الاجتماعي العبريّة، لا سيما ضد مؤسسات "الدولة" و"رموزها". 
وبحسب دراسة أعدها "صندوق كستنسلون" حول "مقياس الكراهية" للعام 2017 فقد نشر هذا العام 5 ملايين منشور ذي مضامين "تحريضيّة"، الكثير منها استهدف بشكل خاص قيادات إسرائيليّة.

وأشارت الدراسة إلى أنّ "التحريض" ضد المؤسسات القضائية زاد بنسبة 230 بالمائة في مواقع التواصل، وبنسبة 30 بالمائة ضد الشرطة والجهاز القضائي.

وحسب الدراسة، فقد تفاوت "التحريض" بين الدعوة لاغتيال الشخصيات العامة وكيل السباب لها والدعاء بالموت والمرض لقادة الدولة والمخالفين السياسيين، مشيرةً إلى أن أصحاب هذه المنشورات يقومون بنشر هذه المواد مع الإشارة إلى أسمائهم الحقيقية.


وأشارت دراسة أعدت لصالح قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية وعرضت نتائجها الجمعة، إلى أنّ معظم التحريض توجه بشكل خاص ضد الرئيس الإسرائيلي روفي ريفلين، بسبب رفضه العفو عن الجندي إليائور آذريا، الذي قام بإعدام الفتى الفلسطيني الجريح عبد السلاح الشريف في مدينة الخليل قبل عام ونصف العام، على الرغم من أن المحكمة العسكرية حكمت عليه بالسجن 18 شهراً فقط، وقام رئيس هيئة الأركان إيزنكوت بتخفيض ثلث هذه المدة.

ولفتت الدراسة الثانية إلى أن التحريض على ريفلين تضاعف عدة مرات، مشيرةً إلى أن بعض المناشير دعت إلى تصفيته. ولفتت القناة إلى أن أحد المنشورات التي لاقت رواجاً كبيراً على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عرض صورة لريفلين كتب تحتها: "أنا أصلّي لكي يترجّل يغآل عمير جديد". ويغآل عمير هو أحد عناصر اليمين المتطرف الذي قام باغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين أواخر عام 1995.

وفي منشور آخر تم عرض ريفلين وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية، وكتب تحته "أحمد ريفلين، رئيس عربي"، في حين عرض منشور آخر ريفلين وهو يرتدي زي الشرطة النازية "SS".
وحسب الدراسة فقد زاد "التحريض" ضد رئيس الأركان إيزنكوت بنسبة 500 بالمائة، لأنه لم يقم بإصدار عفو تام عن الجندي آذريا، مشيرةً إلى أن التحريض ضد وسائل الإعلام ارتفع أيضاً إلى 500 بالمائة بسبب المقالات والتغطيات التي انتقدت الجريمة التي ارتكبها آذريا وقد حملت القناة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وعدد من الوزراء ونواب الليكوديين تحديدا المسؤولية عن إيجاد بيئة حاضنة للتحريض في مواقع التواصل.

وعرضت القناة تسجيلاً مصوراً يظهر فيه نتنياهو أثناء جلسة لكتلة الليكود النيابية وهو يدافع عن كيل الانتقادات لريفلين. وأشارت القناة إلى تصريحات وزيرة الثقافة الليكودي ميري ريغف التي اتهمت ريفيلين بـ "التخلي عن آذريا، إلى جانب اتهام رئيس كتلة الليكود النيابية دفيد بيتان ريفيلين بأنه تعاطى مع ملف آذريا من منطلق "الانتقام".


ونوهت القناة إلى الدور الذي لعبه النائب الليكودي أورن حزان في "التحريض" على ريفلين ودعوته لإقالته بسبب موقفه من آذريا.

ويذكر أن ريفلين، وهو قيادي ليكودي، معروف بتطرفه الشديد وحماسته للمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية وبشكل خاص تأييده غير المتحفظ لتهويد مدينة الخليل.

وعرضت القناة لحملات التهديد التي يتعرض لها كبار المعلقين في قنوات التلفزة الذين يتناولون الشأن السياسي الداخلي. وقد عرضت القناة فيديو يظهر فيه عدد من الشباب اليهودي وهم يحاولون الاعتداء على أمنون أبراموافيتش، كبير المعلقين في القناة، بسبب انتقاداته اللاذعة للحكومة، إلى جانب التحريض على رفيف دروكير، أحد كبار المعلقين في قناة التلفزة العاشرة، لدوره في كشف قضايا الفساد التي تورط فيها نتنياهو وزوجته وأبناؤه.

وحذر المدعي العام العسكري السابق أمنون ستراشنوف من أن وتيرة التحريض الكبيرة والمتسارعة في مواقع التواصل الاجتماعي توشك على تحطيم مظاهر "الرسمية" الإسرائيلية.
وفي مقابلة مع قناة التلفزة الثانية، حذر ستشراشنوف من خطورة أن تستحيل الأقوال إلى أفعال بشكل يمكن أن تفضي إلى المس بالشخصيات العامة.


المساهمون