التلفزيون الجزائري... هل فبرك مقطعاً بالذكاء الاصطناعي؟
هل فبرك التلفزيون الجزائري مقطعاً بالذكاء الاصطناعي؟
- "مسبار" استخدم صور الأقمار الاصطناعية لتحديد مواقع التقاط المشاهد الحقيقية في ولاية أدرار، مؤكدًا على أصالة الفيديو بالتدقيق في معالم محددة ومقارنتها بالواقع.
- يشير خبراء إلى أن العثور على المصدر الأصلي للصورة والتحديق في التفاصيل كالظلال والمرايا يساعد في كشف فبركات الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أن بعض العيوب مثل تشوهات الأيدي أو الشعر قد تكشف الصور المفبركة.
اتهمت حسابات في موقع التواصل الاجتماعي التلفزيون الجزائري الرسمي بفبركة فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي. وزعمت الاتهامات أن الفيديو الذي يوثّق وصول عتاد فلاحي بعثه الديوان الجزائري المهني للحبوب إلى ولايتي أدرار وتيميمون جنوب غربي الجزائر، استعداداً لموسم الحصاد والدرس، ليس حقيقياً.
لكن موقع التحقق من الأخبار والمعلومات مسبار حلّل فيديو التلفزيون الجزائري موضوع الاتهام، وتأكد من أنه بريء من تهمة الفبركة، وأنه صحيح بمَشاهد حقيقية تُظهر لقطات جوية مأخوذة بطائرة مسيّرة، وليست مولّدة بالذكاء الاصطناعي كما قالت الادعاءات في مواقع التواصل الاجتماعي.
التلفزيون الجزائري بريء من تهمة الفبركة
عاد "مسبار" إلى مقطع الفيديو الأصلي الذي نشره التلفزيون الجزائري واستخدم المعالم الظاهرة فيه لتحديد مواقع التقاط المشاهد. واستعان في ذلك بصور الأقمار الاصطناعية التي تتيحها خدمة غوغل إيرث، وحدّد ثلاثة مواقع رئيسية حقيقية أُخذت منها لقطات الفيديو المختلفة، والتي تقع جميعها على الطريق الوطني رقم 6 في ولاية أدرار، الواقعة على بعد 1437 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الجزائر.
كما تأكد "مسبار" من أن فيديو التلفزيون الجزائري حقيقي بالتدقيق في معالم مثل أشجار النخيل ومسار السيارات الرملي والطريق المعبدة، ودائرة المحاصيل الزراعية وأعمدة الإنارة والتشكيلات الرملية، ثم اتجاه سير المركبات، ثم خزان المياه والمبنى أزرق السقف ومحطة الوقود، وكذلك اللافتات التي تحمل شعار شركة نفطال الحكومية الجزائرية. كما راجع "مسبار" صور القمر الاصطناعي قرب موقع تجمع الشاحنات من عشرات دوائر المحاصيل في المنطقة.
كيف نتعرّف على فبركة الذكاء الاصطناعي؟
بحسب "فرانس برس"، يقول الخبراء إن أفضل طريقة لكشف حقيقة صورة تكمن في العثور على مصدرها الأصليّ، كما تترك بعض برامج الذكاء الاصطناعي علامة على الصور، على غرار الشّريط الملّون على صور برنامج دال إي، وعلامة القلم الملوّن على صور برنامج كرايون. لكنّ هذه العلامات تمكن إزالتها بسهولة.
وعلى الرغم من التطوّرات التي شهدتها هذه البرمجيات، إلا أنّ الصور التي تنتجها لا تزال تشوبها عيوبٌ وتشوّهات، خصوصاً على مستوى الأذنين أو اليدين. فبعض الصور تظهر شديدة الواقعيّة لولا أن التحديق فيها يُظهر مثلاً يداً من ستّة أصابع. ومن العناصر الأخرى التي يصعب على برمجيات الذكاء الاصطناعي أنّ تقلّدها: الشعر والأسنان والنظّارات الشمسيّة، إذ تظهر أحياناً وكأنها ذائبة على وجه الأشخاص.
وينصح المسؤول في شركة درافت أند غول الناشئة فينسنت تيراسي بالتحديق بالظلال والمرايا وانعكاس الأشكال على المياه في الصور، لأن ذلك قد يُظهر وجود عناصر غير منطقية تشير إلى أن الصورة وليدة برنامج ذكاء اصطناعي، داعياً للتركيز خصوصاً على خلفية الصورة، فكلمّا ابتعدت العناصر عن وسط الصورة تزيد نسبة تعرّضها لتشوّهات.
