مفاوضات الدوحة الأفغانية: تحضيرات لإطلاق الحوار المباشر

مفاوضات الدوحة الأفغانية: تحضيرات لإطلاق الحوار المباشر

13 سبتمبر 2020
المفاوضات يتوقع أن تكون شاقة وطويلة (معتصم الناصر)
+ الخط -

عقد فريقا التفاوض الممثلان للحكومة الأفغانية، ولحركة "طالبان"، اجتماعين منفصلين في الدوحة، اليوم الأحد، للترتيب لجولة المفاوضات بين الطرفين، وللاتفاق على تسمية ممثلي كل وفد في لجنة الاتصال التي ستشكل من الطرفين لوضع جدول أعمال لهذه المفاوضات، والتي من المفترض أن تعقد اجتماعها الأول خلال ساعات أو غداً صباحاً، فيما يعد أول لقاء تفاوضي رسمي بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم وفد التفاوض لحركة "طالبان"، محمد نعيم، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، إنه "لم يحصل اليوم أي اجتماع بين وفدي التفاوض أو المجموعات الفنية للطرفين، وعندما يتفق الطرفان سيمهد ذلك الطريق لاجتماع فرق التفاوض".
وكانت مصادر قريبة من المفاوضات قد أكدت لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمها، أن اليوم الثاني للحوار سيقتصر فقط على اجتماعات هذه اللجنة، ومهمّتها وضع أجندة الحوار، وتحديد الأولويات، والموضوعات التي سيتم تناولها في المراحل المختلفة من الحوار، مع وضع بعض "الأصول" لاستمرار العملية التفاوضية. والملفت في هذه المفاوضات أن الطرفين الأميركي والقطري، لن يكونا حاضرين فيها بشكل مباشر، إذ تُرك للوفدين الأفغانيين الاتفاق على جدول الأعمال.
وفيما يصر الوفد الحكومي الأفغاني على إعلان وقف إطلاق النار، لبدء المفاوضات بين الطرفين والبناء عليها، قبل الانتقال إلى مواضيع أخرى، تعتبر حركة "طالبان" هذا المطلب سابقاً لأوانه، وأنه سيكون ضمن جدول أعمال الحوار، بعدما حددت أولوياتها في بحث شكل النظام السياسي والحكم في البلاد. 
وكان عضو وفد "طالبان" للمفاوضات، عبد السلام حنفي، قد قال لـ"العربي الجديد"، أمس السبت، إن مطلب وقف إطلاق النار سيكون ضمن أجندة المفاوضات الأفغانية، والطرفان سيجلسان للحوار لترتيب أولويات التفاوض، مضيفاً أنه "يمكن الحديث هنا عن هدنة، لكن من أولويات المفاوضات شكل النظام السياسي للبلاد أيضاً".
وكان رئيس مجلس المصالحة الأفغانية، عبدالله عبدالله، قد دعا إلى ما وصفه بـ"وقف إنساني لإطلاق النار"، وهو المطلب الذي لم تردّ برفضه الحركة بشكل مباشر، لكن رئيس مكتبها السياسي قال في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات: "إنهم يريدون تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار مصالح كل أطياف الشعب الأفغاني، وأن تكون أفغانستان دولة مستقلة".
وعقد عبدالله ورئيس لجنة المفاوضات في الوفد الحكومي الأفغاني، معصوم ستانيكزاي، اليوم الأحد، مؤتمراً صحافياً لوسائل الإعلام الأفغانية المشاركة في تغطية المفاوضات، أكدا فيه عدم عقد لقاء مشترك مع وفد التفاوض لحركة "طالبان"، وكررا مطلبهما وقف إطلاق النار، لبدء المفاوضات بين الطرفين. وفي هذا الصدد قال ستانيكزاي "ليس من المنطقي أن نجلس هنا للتفاوض فيما تستمر إراقة الدماء في بلادنا"، فيما أكد عبدالله من جهته على أنهم يتفقون مع حركة "طالبان" في عدم وجود "أجانب" في غرفة التفاوض، لكن قد يكون هناك حاجة إليهم مستقبلا، كما قال.

ووفق مصادر مواكبة لعملية التفاوض، قد يتدخل الوسيطان القطري والأميركي إذا استدعت الحاجة للتوصل إلى "حل وسط" بشأن مطلب الوفد الحكومي الأفغاني المفاوض، وكان يجري العمل على إعلان "هدنة" بين الطرفين تساهم في دفع المفاوضات. 
وكانت عملية الحوار الأفغانية قد انطلقت، السبت، في الدوحة، بحضور وزراء خارجية العديد من الدول، إلى جانب مسؤولين كبار في المؤسسات الدولية، كحلف شمال الأطلسي، والأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.

المساهمون