مصر: ترحيب بالتلاميذ على غير المعتاد

مصر: ترحيب بالتلاميذ على غير المعتاد

28 سبتمبر 2016
تستقبل المعلمات التلاميذ بابتسامة صباحية(Getty)
+ الخط -
في تقليد جديد غير معتاد من قبل المدارس الحكومية في مصر، وعلى نهج الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لكيفية استقبال التلاميذ في المدارس اليابانية وبعض مدارس دول الخليج، استقبلت العديد من المدارس الحكومية المصرية تلاميذها مع أول يوم دراسي بالبالونات والفصول المزينة.

معلمة تزين فصلها
ومن هذه المشاهدات ما قامت به إحدى المعلمات بإدارة جنوب الجيزة من تجديد دهانات الفصل بمساعدة أولياء أمور التلاميذ وتزيين حوائطه بالعديد من الوسائل التعليمية والكتابة والرسم على الجدران، وكذلك تنظيف محيط الفصل وتوزيع سلات المهملات بجوار المقاعد وتثبيت البالونات على المقاعد الدراسية بعدد التلاميذ في شكل منظم.

كما قامت معلمة الفصل وتدعى فتحية عبد الجواد باستلام الكتب الدراسية على مسؤوليتها الشخصية وتوزيعها على المقاعد الدراسية بشكل منسق وجميل، وفور الانتهاء من تجهيزات الفصل كتبت على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "الحمد لله انتهيت من تجهيز الفصل وقمت باستلام الكتب على مسؤوليتي وأعددت نسخة لكل تلميذ وضعتها على مكتبه وانتهيت من الرسم والكتابة على الفصل وباسم الله نبدأ العام الجديد. كل عام والجميع بخير".

وفي محافظة دمياط، قامت إحدى المدارس بتنظيف فصولها استعداداً لاستقبال التلاميذ ووضعت أمام مقعد كل تلميذ الكتب الخاصة به وقد ثبت عليها "بالونة" كتبت عليها إحدى العبارات الوطنية مثل "تحيا مصر" و"مدرستي جميلة" وغيرها من عبارات الترحيب والتشجيع.

وكان مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة مرسى مطروح قد قرّر توزيع الكتب الدراسية هذا العام بشكل مختلف، وأشرف بنفسه على تجهيز الكتب الخاصة بكل طالب في مدرستي المعناوي الإعدادية ومدرسة العلم والإيمان، ووضعها في أكياس أمام مقعد كل طالب وبجانبها هدايا تذكارية مختلفة من "البلالين" وأعلام مصر وجداول مطبوعة للحصص المدرسية، وفي محافظة سوهاج أيضا تكرر نفس المشهد.

ردود أفعال إيجابية
تعامل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه المشاهد بالرضا والامتنان شاكرين هذه الجهود، فكتبت منال شوقي: "وزارة التربية والتعليم في حاجة إلى ألف نسخة من هذه المعلمة وبعدها سنكون أجمل وأعظم من كل الدول المتقدمة"،بينما علق فتحي سلطان: "أفكار جميلة ومدهشة تؤهل التلاميذ لحب الدراسة والمدرسة".

وتضيف أم ريناد: "اتضح أن تسليم الكتب موضوع سهل وبسيط ويمكن حله بدلا من التعنت في ضرورة دفع المصروفات أولا ثم الوقوف في طوابير غير آدمية لا تخلو من الضرب والشتائم حتى نستلم الكتب لأبنائنا".

ومن جهته يرى عبد الحفيظ طايل رئيس المركز المصري للحق في التعليم أن بداية العام الدراسي بهذا الشكل بداية مبشرة ويضيف: "لابد من توافر أمرين، الأمر الأول أن لا يكون ذلك مجرد مجهود فردي، والأمر الثاني أن ينعكس على العام دراسي ويكون عاما خاليا من العنف وأن يكون هناك احترام متبادل وحقيقي بين الطالب والمدرس، وأن يحافظ المدرس على تطوره وعلى قدراته في الابتكار والنقد والإبداع".

"شو" إعلامي
ويختلف في الرأي دكتور عمرو أبو خليل، الخبير النفسي مؤكدا أن هذه المشاهد التي تبنتها الإدارات التعليمية مجرد "شو" إعلامي للتصوير فقط وتخفيف حدة الهجوم على الوزير وجزء من استبدال الإنجاز بالتصريحات فقط.

ويتابع: "أما عن المعلمة التي قامت بتزيين فصلها، فهذا موقف إنساني وعظيم منها ونأمل أن تحذو كل المعلمات والمعلمين حذوها، ولكنها في النهاية مجرد حالات فردية لا يمكن الاعتماد عليها في النهوض بالعملية التعليمية".

ويواصل أبو خليل: "الواقع يؤكد أن الوزارة لا تقوم بتسليم الكتب الدراسية إلا بعد دفع المصروفات أو بعد معاملة غير آدمية للتلميذ وولي الأمر، كما أن هذه المشاهد لا يمكن أن تمحو حقيقة أن الفصل به أكثر من 80 طالبا ولا توجد مقاعد دراسية كافية".


المساهمون