مشاورات للتهدئة في القاهرة... وعباس مُحبط

مشاورات للتهدئة في القاهرة... وعباس مُحبط

17 يوليو 2014
امتنعت واشنطن عن انتقاد المجزرة الإسرائيلية(عبد الحكيم أبو عياش)
+ الخط -

تواصلت المشاورات الدبلوماسية الفلسطينية ــ الفلسطينية، فضلاً عن المشاورات العربية والدولية حيال الوضع في غزة، على الرغم من إسقاط المقاومة الفلسطينية للمبادرة المصرية، بعدما أجمعت على رفضها، فيما أعلنت حكومة الاحتلال عن قبولها بوقف لإطلاق النار لمدّة خمس ساعات في غزّة، الخميس، تلبية لدعوة الأمم المتحدة، بعد المجزرة التي ارتكبتها على شاطئ غزّة.

مشا
ورات عباس

والتقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الموجود في القاهرة، أمس الأربعاء، بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، الذي جدد التأكيد لعباس على رفض "حماس" لـ"تهدئة مقابل تهدئة"، وأن المقاومة لها شروطها وأن الأمر لا يقتصر على وقف إطلاق النار فقط.

وبالتزامن، أفيد عن أن نائب الأمين العام لحركة الجهاد، زياد النخالة، وصل إلى القاهرة لبحث التهدئة وسيلتقي عباس، بعدما كانت الحركة قد رفضت بدورها المبادرة المصرية. وأكدت مصادر مطلعة من مصر لـ"العربي الجديد" أن "عباس محبط للغاية من رد أبو مرزوق".

وتابعت المصادر "عباس أصيب بإحباط وغضب شديدين من رد أبو مرزوق، إذ أكد له رئيس جهاز الاستخبارات ماجد فرج، ومسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد، أنهما لم يستطيعا إحداث أي اختراق بموقف أبو مرزوق، الأمر الذي لمسه أبو مازن شخصياً بعد اجتماعه به".

وقالت مصادر في "فتح" إن عباس "يدرك أن بإمكان ما يحدث في قطاع غزة أن يفجّر الضفة، إضافة إلى أنه يلمس مقدار الغضب من أدائه في الشارع الفلسطيني، فأرسل فرج والأحمد ليعقدا اجتماعات استباقية للتخفيف من وتيرة الغضب، ومحاولة إقناع أبو مرزوق بالتهدئة، وهي المهمة التي فشلا فيها حتى الآن". وتابعت: "حماس الآن في مرحلة نصر وتريد أن تملي شروطها، لا العكس".

وأكد مسؤول ملف المصالحة في حركة "فتح" عزام الأحمد، لوكالة "فرانس برس" أن "حماس تريد اضافة نقطتين اساسيتين لهذه المبادرة. النقطة الأولى تتمثل في تفعيل تفاهمات 2012 (بين اسرائيل وحماس) التي تشمل فتح المعابر بين اسرائيل وقطاع غزة وحق الصيادين الفلسطينيين في الصيد حتى مسافة 12 ميلا من شواطئ غزة"، فضلاً عن ترتيبات تتعلق بالمناطق الحدودية بين القطاع واسرائيل.

وأوضح أن "حماس" تطالب كذلك بان تنص المبادرة على "اطلاق سراح 57 فلسطينياً كان تم الافراج عنهم في اطار صفقة مبادلتهم في 2011 بالجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط ثم اعادت اسرائيل اعتقالهم مجدداً".

ولفت الأحمد إلى أن "الاتصالات مستمرة بين جميع الأطراف من أجل التوصل الى وقف لاطلاق النار"، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني التقى مساء الأربعاء الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي. ومن المقرر أن يلتقي عباس وزير الخارجية المصري سامح شكري، على ان يجتمع الخميس مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

ليبرمان يتهم قطر وتركيا بتعطيل الاتفاق

وفي الوقت الذي تكتسب فيه التحركات القطرية والتركية زخماً دولياً للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار يحفظ للمقاومة الفلسطينية إنجازاتها، خلافاً للمبادرة المصرية، حمل وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس الأربعاء بشدة على كل من قطر وتركيا. واتهم كلا الدوليتن بحضّ "حماس" على رفض ما سمّته إسرائيل "بالمبادرة المصرية".

وزعم ليبرمان، خلال لقائه بوزير الخارجية النرويجي، بورج براندي، الذي يزور إسرائيل حالياً أن قطر تعمل على عرقلة مبادرة وقف إطلاق النار التي أعلنت عنها مصر يوم الاثنين، ووافقت عليها إسرائيل الثلاثاء.

وقال ليبرمان، بحسب صحيفة "هآرتس" إن ما أعلنته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أن المبادرة المصرية لم تعرض عليها مسبقاً هو غير صحيح، علماً بأن الصحيفة نقلت يوم الأربعاء عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى ودبلوماسيين غربيين قولهم إن عدم عرض المبادرة على "حماس" كان السبب الأساسي لفشل وقف إطلاق النار. كما أشارت إلى أنه تبين للطاقم الإسرائيلي الذي صاغ بنود المبادرة وفي مقدمتهم، موفد نتنياهو الخاص، يتسحاق مولخو أن الاتفاق كان "بين الإسرائيليين أنفسهم".

وتأتي تصريحات ليبرمان هذه على الرغم من أن تقرير "هآرتس"، كان أكد أن نتنياهو أبقى ليبرمان خارج صورة الاتصالات مع مصر، وأن وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي يرأسها ليبرمان لم تكن مطلعة على الإطلاق على تفاصيل الاتصالات ولا على البنود التي تمت صياغتها.


من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأربعاء أن الولايات المتحدة "تبذل ما في وسعها" لوقف النزاع بين اسرائيل وحركة "حماس". وقال كيري للصحافيين، خلال استقباله وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسيلبورن، إن "أولويتنا هي التوصل الى وقف مشروع لإطلاق النار وايجاد السبل لوقف النزاع و(سقوط) القتلى لنتمكن من التصدي للمشاكل الفعلية".
وأضاف "نبذل ما في وسعنا"، لافتاً الى أنه كان على اتصال بنتنياهو ومسؤولين في الدول العربية في وقت أخفقت فيه الجهود التي بذلتها مصر لضمان وقف للنار.

ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي توجيه انتقاد الى إسرائيل بعد القصف الذي أسفر عن استشهاد اربعة أطفال على شاطئ في غزة الأربعاء، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تتمكن من تأكيد حصول الوقائع على الارض.

وقالت إن "موت أطفال واشخاص آخرين في غزة هو مرعب ومأسوي. لهذا السبب نحن عازمون على وضع حد للعنف"، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه يحقق في القصف الذي طال الأطفال، واصفا استشهادهم بالحادث "المأسوي".

وقف إطلاق النار لخمس ساعات

في هذه الأثناء، أعلنت حكومة الاحتلال، وبعد حملة الاستنكارات الدولية والضغوط التي مورست ضدها إثر المجزرة التي ارتكبتها على شاطئ غزّة وراح ضحيتها أربعة أطفال من عائلة واحدة، عن استجابتها لتوجه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووقف إطلاق النار غداً بين الساعات 10 صباحاً ولغاية الثالثة بعد الظهر لتمكين المدنيين الفلسطينيين في القطاع من التزود بالمواد الغذائية ومياه الشرب.

وقال موقع "يديعوت أحرونوت" إن وقف إطلاق النار المؤقت لن يشمل عمليات تصفية عناصر ونشطاء المقاومة الفلسطينية. ونقل موقع الصحيفة عن المتحدث باسم جيش الاحتلال، العميد موطي ألموز، قوله إن الجيش الإسرائيلي سيمنع ابتداء من الثالثة من يوم غد عودة سكان بيت لاهيا والشجاعية والزيتون الذين أنذرهم جيش الاحتلال بترك بيوتهم وإخلائها.

المساهمون