مسلمو الدنمارك يخشون استغلال خطبة أحد الأئمة ضدهم

مسلمو الدنمارك يخشون استغلال خطبة أحد الأئمة ضدهم

15 أكتوبر 2014
يتحسب المسلمون من ردود فعل ضدهم (فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت موجة الغضب، أمس الثلاثاء، ضد أحد أئمة المساجد في الدنمارك، ويدعى محمد خالد سمحة، بعد دعوته خلال خطبة الجمعة، في مدينة أودنسة، "الفلسطينيين إلى عدم تقاسم أرضهم مع اليهود أحفاد القردة والخنازير"، فضلاً عن قوله "كيف يقبل مسلم حر وفي قلبه إيمان أن يتم التنازل لهؤلاء".

ولم يكن للضجة حول تصريحات سمحة أن تحدث لو بقي الأمر في إطار رفض "حل الدولتين والتفاوض بين السلطة وإسرائيل"، بحسب ما أكد عدد من الدنماركيين المتعاطفين مع الفلسطينيين لـ"العربي الجديد" من دون الخوض "في مثل هذه التسميات التي قد تصل إلى تقديم شكاوى وبلاغات وفق قوانين مكافحة العنصرية".

وسارعت الصحف الدنماركية المؤيدة لإسرائيل واليمين، إلى نشر خطبة الإمام بعد أن باتت متداولة على شبكة الانترنت عبر موقع "ذي تايمز أوف إسرائيل". وسعت هذه الصحف إلى وضع كلام الإمام في سياق القضية الفلسطينية التي تريد "إبادة اليهود". وانعكس ذلك سلباً على الفلسطينيين، الذين أظهرت حرب غزة تزايد التعاطف الشعبي والسياسي مع قضيتهم.

ووضعت تلك الصحف ترجمة لبعض مقتطفات خطبة سمحة. وذكرت أن الإمام "أبلغ الحضور بنصوص قرآنية تُشير إلى أنه في آخر الزمان سوف يقتل المسلمون كل اليهود، وسينادي الحجر والشجر سينادي يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله"، وذلك بحسب ما نقلت وسائل الإعلام عن الترجمة الإسرائيلية التي وصلت للدنماركيين على أنها "أية قرآنية". وشددت تلك الصحف على تعابير "كل المسلمين" لتعطي الانطباع بأن التعبير السياسي عن رفض "حل الدولتين يعني الرغبة في قتل كل اليهود".

واستضافت القناة الثانية "تي في تو" الخبير القانوني، ياكوب مكانغام، الذي وصف كلام سمحة بأنه "تهديد بالقتل ويمكن أن يقع تحت طائل قانون معاقبة التفوهات العنصرية، وحتى تلك المشيرة إلى الخنازير والقرود إشارات ينظر إليها القانون نظرة مشددة".

وذهبت الأقلية اليهودية الدنماركية أبعد من ذلك، إذ قدّمت بلاغاً ضد الإمام سمحة، لكن الشرطة أكدت عدم امتلاكها الأدلة المطلوبة.

من ناحية ثانية، تصدّت السياسية الدنماركية انغا ستويبرغ، من حزب فينسترا اليميني المعارض، لخطبة إمام مسجد أودنسه، بالقول "إرحل عنا يا محمد خالد سمحة، متى ستفهم أننا لا نريد أمثالك بيننا في الدنمارك. هل تعتقد نفسك عالم دين ومثلاً أعلى لباقي المسلمين الدنماركيين؟".

وأضافت عبر صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك" إنه "ليس غريباً أن نرى بعض الشباب المسلمين يحملون أفكاراً غريبة".

وعبر بعض المسلمين الدنماركيين لـ"العربي الجديد" عن الخشية من استغلال هذه القضايا "في تأجيج المشاعر ضدنا"، مضيفين "وقد بدأنا نشهد تعليقات وتصرفات امتدت إلى حد الهجوم على بعض المساجد في السويد".

 

المساهمون