محمود درويش في ضيافة الأمازيغية

محمود درويش في ضيافة الأمازيغية

06 يونيو 2014
تفصيل من عمل لـ عبد الناصر غارم
+ الخط -

استغرب قطاع واسع من المثقفين الجزائريين، قبل سنوات، تصريح الإعلامي والمترجم أحمد سليم آيت وَعْلي في برنامجه "طريق يتذكر"، الذي تبثه القناة الإذاعية الناطقة باللغة الأمازيغية، أنه سيترجم شعر محمود درويش (1941-2008) إلى هذه اللغة.

يعود "الاستغراب" إلى أن الأمازيغية، برأيهم، لم تشهد محاولات في هذا الإطار من قبل بحكم شفويتها. لكن "وعلي" فعلها، وقرأ في البرنامج نفسه مختارات من أشعار صاحب "كزهر اللوز أو أبعد"، بأمازيغية عبّر أكثرُ من باحث مختص فيها عن جودتها وقدرتها على تمثيل شعرية درويش.

وتستعدّ دار نشر "الباز" لإصدار الترجمة في كتاب خلال الدورة القادمة من "المعرض الدولي للكتاب" في الجزائر العاصمة (تشرين الثاني/ نوفمبر 2014).

ومن النصوص التي حظيت بالترجمة إلى اللغة الأمازيغية: "ريتا والبندقية" و"سقوط القمر"، علماً أن القمر في الثقافة الأمازيغية مرتبط بطقوس السحر، إضافة إلى قصيدتي "الأرض" و"هكذا قالت الشجرة المهملة".

"لقد اخترت النصوص التي تتعلق بالأرض"، يقول آيت وعلي، مضيفاً: "لأنها ثيمة تدغدغ الإنسان الأمازيغي عفوياً، تماماً كما تفعل مع الإنسان الفلسطيني، وتجعله مستعدّاً لأن يسمع أيَّ نصّ مكتوب عنها".

ولم يخف المترجم، في حديث لـ "العربي الجديد" عدم إيمانه بوجود لغاتٍ قادرة على احتواء الشعر ترجمة وإنتاجاً، وأخرى عاجزة عن ذلك، "فاللغة التي تجعل الذين يستعملونها يحزنون ويفرحون، قادرة على احتواء الوجود كله، وليس ما يقال عنه فقط، ولا يمكن استثناء الأمازيغية من هذا السياق الإنساني الكبير".

وعبّر آيت وعلي عن احترامه لاجتهادات الباحثين في اللغة الأمازيغية، وخصّ منهم الروائي والأنثروبولوجي مولود معمري (توفي عام 1989)، لكنه يرفض أن تُكتب بالأحرف اللاتينية، بحكم العلاقة التاريخية الحميمة التي تربطها بالحرف العربي.

المساهمون