لماذا نعود إلى منظمة التحرير؟

لماذا نعود إلى منظمة التحرير؟

21 يونيو 2015
لاجئات فلسطينيات في مخيم عقبة جبر/ أريحا
+ الخط -

ليس التفكير بـ"مآلات منظمة التحرير الفلسطينية" هو من باب مراجعة ماض انقضى وإنما هو تفكير في صلب سؤال اللحظة الفلسطينية التي تبدو سياساتها عاجزة إزاء استحقاقات مشروع التحرر وما يرافقه من تراجيديا تمسّ حياة الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني.

تجربة "المنظمة" الممتدة على مساحة ثلاثة عقود، منذ منتصف الستينيات إلى منتصف التسعينيات، هي قبل كل شيء ميدان جدير بالدرس والتأمل واستخلاص العبر. ولنضع جانباً الآن عقدي ما بعد أوسلو، حين ألحقت المنظمة بـ"السلطة الوطنية الفلسطينية" وتحوّلت إلى رمز بلا فاعلية.

منذ تأسيس المنظمة في القدس إبان "وحدة الضفّتين"، إلى انتقالها لعمّان بعد هزيمة 1967 واحتلال جنوب فلسطين، وسنواتها العمّانية التي انتهت بـ"أيلول الأسود" 1970، فبيروت و"جمهورية الفاكهاني" حتى 1982، إلى سنوات تونس التي انتهت بـ"عملية السلام" و"عودة" المنظمة إلى أجزاء من فلسطين ضمن اتفاقية حكم ذاتي تناوبت عليها الأوصاف بين الكارثة والفخ.

يطمح هذا العدد إلى إثارة نقاش حول "مآلات المنظمة" وموقع هذا السؤال من المستجدات، ليس في الواقع الفلسطيني فحسب؛ وإنما ضمن الزلزال السياسي الذي أصاب المنطقة وطال أنظمة وبنى فكرية. زلزال قد تجيء اراتداداته (وهذه قد تصل بعد سنوات) في صالح القضية الفلسطينية وفي غير صالح المشروع الصهيوني الذي خدمته الأوضاع الدولية على مدار قرن كامل.

لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يعيد مأسسه أدوات مشروعه التحرري بدون استيعاب درس منظمة التحرير، وهو ما يحتاج مقداراً كبيراً من الشجاعة.

الملحق بنسخته الورقية