لصوص الذهب المخربون

لصوص الذهب المخربون

25 اغسطس 2020
تخريب متعمد للآثار (إبراهيم حميد/ فرانس برس)
+ الخط -

ليس في الصورة مجرد حجارة، بل جانب من موقع أثري في جبل المراغة، بالسودان، أمعن باحثون غير شرعيين عن الذهب في تدميره مع غيره.
فعندما توغل فريق من علماء الآثار السودانيين، الشهر الماضي، في الصحراء وصولاً إلى موقع الجبل الأثري ظنوا أنّهم ضلوا الطريق لأنّ الموقع اختفى. لكنّ الحقيقة أنّ الباحثين عن الذهب دمروا الموقع الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام باستخدام آليات عملاقة علا هديرها في الموقع الواقع على بعد 270 كلم شمال الخرطوم. ولم يبقَ تقريباً شيء من الموقع الذي يعود إلى عهد مملكة مروي، التي استمرت على مدى 700 عام، من سنة 350 قبل الميلاد إلى سنة 350 ميلادية، وكان عبارة عن مستوطنة صغيرة أو نقطة مراقبة لتأمين حدود المملكة. وعدا عن "الجرح" الذي فتحوه في أرض الموقع التاريخي، فقد أخذ لصوص الذهب الصخور الأسطوانية القديمة التي شيدت بها أعمدة المكان ووضعوها بعضها فوق بعض ليجعلوا فوقها سقفاً ويحولوها إلى غرفة للطهي وتناول الطعام أثناء مهمتهم.

لكنّ الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد، فعندما اقتيد لصوص الذهب إلى قسم الشرطة، لم تمض سوى ساعات قليلة حتى أطلق سراحهم، من دون توجيه تهم لهم، بل أعيدت إليهم آلياتهم وأدواتهم. يعلق محمود الطيب، وهو أستاذ علم الآثار في جامعة "وارسو" البولندية، بالقول: "كان من الواجب حبسهم ومصادرة آلياتهم. هذا هو القانون... كما أنّ المجرم الحقيقي هو ربّ عملهم، لكن، يبدو أنّ له علاقات مع جهات عليا".
(فرانس برس)