كييف تنزع شرعية الاستفتاء والانفصاليون يحتفلون

كييف تنزع شرعية الاستفتاء والانفصاليون يحتفلون

11 مايو 2014
اصطفت الطوابير في دونيتسك ولوغانسك (برندان هوفمان/Getty)
+ الخط -
"يُمكن حتى لمواطني الهندوراس أن يصوّتوا هنا". كتب أحد الأوكرانيين في منتدى إلكتروني، مستهزئاً بالكيفية التي يجري بها الاستفتاء على استقلال جمهوريتي "سلافيانسك الشعبية المستقلة" و"دونيتسك الشعبية المستقلة"، المعلن من جانب واحد، في خطوة استباقية.

خطوة الاستفتاء تضع سلطات كييف الجديدة أمام تحدٍّ جدّي، وتزوّد موسكو بورقة، يرى البعض أنها منزوعة الشرعية، بينما نشر الموالون لروسيا صوراً وفيديوهات عن طوابير أمام مراكز الاقتراع، من الراغبين في قول "نعم" للاستقلال عن أوكرانيا.

في منتدى "مغامرة عالمية" الإلكتروني، كتب ستيشين "في مراكز الاقتراع، طوابير، الناس يتدفقون للادلاء بأصواتهم، النتيجة محسومة، حتى إن الأمر لا يحتاج إلى مناقشة".

ساشاكوتس، كان لديه رأيً مغاير "رجال الميليشيات المحليون يأتون إلى مراكز الاقتراع من دون أقنعة، ولكنهم مسلّحون ببنادق آلية". وأضاف مانستر "عدت لتوي من مركز اقتراع في دونيتسك. طول الطابور مائة متر".

وبصورة مماثلة، علق تشيبوراش (من دونيتسك) "ما زلت في العمل، لكن عائلتي ذهبت للإدلاء بصوتها. اتصلوا بي وأخبروني أن الطابور طويل، وأن عليهم الانتظار أكثر من ساعة حتى يأتي دورهم. سنذهب جميعنا في المساء، إلى مركز الاقتراع في المدرسة رقم 6، وراء سوق كاليننسكي".

وعلّقت لينا "نهاركم سعيد. عدت من مركز الاقتراع، بعدما صوّتُ. أوصلنا زوجي إلى البيت وعاد ليصوّت. نحن في قرية قليلة العدد سكانياً، لذلك لا وجود لازدحام أو طابور أمام المركز ولكن الناس يتدفقون إليه".

وفي مبالغة مؤيدة، كتب كاريل "توقعت أن يصوّت 70 الى 75 في المئة من السكان بنعم، ولكن ما إن رأيت الاقبال حتى توقعت نسبة أكبر. يبدو أن المسألة الأولى حُلّت. وتبقى المسألة الثانية، عدم السماح لهم باحتلال الجمهورية، والثالثة، الانضمام إلى روسيا. وذلك كله واقعي".

فأجابه باد دانسيور "المسألة الثالثة تحل بالتوازي مع الثانية، بناء مؤسسات دولة قادرة على تأدية وظائفها. إذا ما نجحوا في ذلك فالانضمام إلى روسيا أمر ثانوي، ويعود إلى رغبة الناس. ومن غير المستبعد إنشاء نوفوروسيا (روسيا جديدة)، من 8 الى 10 أقاليم. ولكن من أجل ذلك ينبغي على دونيتسك ولوغانسك إثبات أنهما قادرتان على العيش كجمهوريتين مستقلتين. وأما عن المساعدة، فالمساعدة سوف تُقدّم في جميع الأحوال".

وفي السياق، أكدت وكالة "إيتار تاس" الروسية، نقلا عن المتحدث الرسمي في المركز الصحافي بلوغانسك، فاسيلي نيكيتنا، أن "الإقبال في أول ساعتين من الاستفتاء بلغ 22 في المئة في منطقة لوغانسك، والحرس القومي (التابع لسلطات كييف)، يقوم "بإرهاب الناس"، لكي يمتنعوا عن التصويت".

ومن جهته، أكد منسق "لجنة الانتخابات المركزية"، بوريس ليتفينوف، أن "دونيتسك تشهد إقبالاً شديداً على مراكز التصويت". كما بثت قناة "روسيا 24" صور طوابير من الراغبين في التصويت في ماريوبول منذ الصباح.

ردود فعل أنصار كييف

أعلنت المرشحة لرئاسة أوكرانيا، يوليا تيموشينكو، التي حررتها السلطات الجديدة من السجن، في مقابلة أجرتها معها قناة "غراد" التلفزيونية، عدم شرعية الاستفتاء، واعتبرت أنه "للأسف، انتهى الإعلان عن ضرورة وقف الاستفتاء إلى أن الاستفتاء يجري في هذه الدقائق، في منطقة دونيتسك".

وفي إعلان رسمي، صرّحت القائمة بأعمال رئيس منطقة لوغانسك، إيرينا فيرجينا، بأن الاستفتاء لم ينجح في المنطقة، فقالت "بات بالإمكان التأكيد بثقة، منذ الآن، أن منطقة لوغانسك صوتت بـ"لا" في الاستفتاء غير الشرعي لما يسمى "جمهورية لوغانسك الشعبية".

وأضافت "الإعلان الذي قام به السكان بما يناقض دستور أوكرانيا، تبين أنه ليس شعبياً، فتحت تهديد السلاح قلة من الناس وافقوا على المجيء إلى مراكز الاقتراع المحتلة".

وفي السياق ذاته، أعلن مدير إدارة الرئيس الأوكراني، سيرغي باشينسكي، يوم الأحد، أنّ "ما يسمى "الاستفتاء" في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، محاولة من الإرهابيين للتغطية على أعمالهم الإجرامية". وأكد "عملياً لا يحصل هناك أي استفتاء، هذا ليس أكثر من حملة إعلامية، يقوم بها الإرهابيون للتغطية على جرائمهم".

وفي محاولة لاستخلاص فكرة إجمالية عن الموقف من الاستفتاء، كتب المدوّن غرانيتشنيك، في مدونته الشخصية "تجوّلت في منتديات أوكرانيا، فلاحظت التحول في المواقف. فمنذ أيام عدة، كانوا يطالبون بالقصف والاجتياح والقتل، أما اليوم فالمناقشات تدور في منحى مناقض تماماً، وحول كيفية التخلّص قانونياً من منطقة دونباس، وترحيل جماعة دونيتسك إلى بلادهم، والحفاظ على الجيش".

بينما رأى "ليتفيك 4 يك" في منتدى "أيرونفليكس الأوكراني"، أن أوكرانيا تتراجع، فقد كتب "حين بدأت المعركة في سلافيانسك، كان أملي ألّا يسمحوا بالاستفتاء، لكن رجائي لم يتحقق".

وفي كييف نفسها، أجرى أحد الصحافيين استبياناً مصوراً نشره على موقع "أوديسا.ديلي.كوم"، تحت عنوان "أخبار دونباس"، جاء فيه على لسان رجل سبعيني "لو كنت هناك لصوّت بـ"لا" كجميع الناس الطبيعيين. هناك، يأتي مجرمون مع بنادقهم الآلية ويبتزون الناس. شيء غير طبيعي أن تصوّت للانفصال"، وقال رجل ثلاثيني "كل واحد يعمل لمصلحته الخاصة. لم أكن لأصوّت لو كنت هناك. وإذا صوتوا للانفصال، فسيكون هناك صراع، كما كان دائماً، بين البيض والحمر".

وقالت امرأة أربعينية "هذا شيء غريب وغير قانوني. إنهم أغبياء. أنا مع التطور ولست مع الأسلوب الثوري". وأضافت امرأة ستينية "يجب أن لا يكون هناك أي استفتاء. أوكرانيا هي أوكرانيا. سمعت بالراديو عن الاستفتاء. إذا تقسّمت البلاد فستزول".

وعلق رجل ثلاثيني "يجب أن تبقى أوكرانيا موحدة. ليس هناك أي فاشيين أو بنديريين. إنها دعاية الكرملين".

وعلى الموقع ذاته، جاءت التعليقات التالية: "الطوابير في الاستفتاء موجودة فقط لأن أربعة مراكز من أصل 200 تعمل، مثلاً، في ماريوبول. حاول أن تشغّل أربعة مراكز في مدينة عدد سكانها نصف مليون واستمتع بطوابير من 200 شخص"، "في سلافيانسك يصوت الانفصاليون مع الرشاشات"، "في دونيتسك، يسير "الاستفتاء"، بحيث إنّ أحد الصحافيين صوّت في أربعة مراكز عن نفسه وعن زوجته وعن جاره"، "في ناحية أمفروسيسكي، بمنطقة دونيتسك، في المركز رقم 1، بسينما بوبيدا (النصر) المخصص لـ23 ألف ناخب، لا يوجد أحد"، "الاستفتاء الانفصالي في دونيتسك: يمكن لأي كان أن يأتي بما يشاء من أوراق التصويت. يمكن حتى لمواطني الهندوراس أن يصوّتوا هنا".

المشترك بين المعبّرين عن الموافقة والرفض، على مواقع التواصل الاجتماعي، هو الأمل في ألّا يتطور الأمر إلى حرب بين روسيا وأوكرانيا.

المساهمون