كورونا يهوي بالسيارات المغربية

كورونا يهوي بالسيارات المغربية

12 سبتمبر 2020
مصانع السيارات تسعى إلى تعويض خسائرها بعد عودة الإنتاج (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -

 

تراجع الإنتاج في صناعة السيارات بالمغرب في السبعة أشهر الأولى من العام الجاري بنسبة 57.1 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الجاري، حسب تقرير صادر أمس الجمعة، عن المندوبية السامية للتخطيط (حكومية).
وتجلى من التقرير، أن صناعة السيارات تقود الانخفاض الذي عرفه القطاع الصناعي بالمملكة، الذي تأثر بتداعيات فيروس كورونا الذي فرض تدابير للحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية.
وتجاوز التراجع في قطاع صناعة السيارات، ما عرفته قطاعات صناعية أخرى، حيث تراجعت صناعة الملابس بنسبة 37.4 في المائة، والنسيج 44.7 في المائة والتعدين 48.3 في المائة والأجهزة الكهربائية 42.2 في المائة.
وشرعت مصانع رينو وبيجو للإنتاج من جديد، بعد تخفيف الحجر الصحي بعد عيد الفطر، بعدما أعلن المصنعان الفرنسيان في منتصف مارس الماضي، عن تعليق الأنشطة الصناعية، ما انعكس على الموردين الذين اضطروا للتوقف، بما لذلك من تداعيات على فرص العمل.
وتوقف أغلب العاملين في تركيب السيارات عن العمل في فترة الحجر الصحي، غير أنه بعد عودة الإنتاج، لم يلتحق كل العمال بالمصانع، التي تعمل بحوالي 80 في المائة منهم، بل إن توقعات تشير إلى احتمال اللجوء لتسريحات بهدف خفض التكاليف.
ويتوفر المغرب على طاقة إنتاجية للسيارات تصل إلى 500 ألف سيارة في مصنعي "رينو" في طنجة والدار البيضاء، بينما تتجه "بيجو" نحو مضاعفة إنتاجها بالقنيطرة من 100 إلى 200 ألف سيارة.

وكانت وزارة الصناعة والتجارة تترقب أن ترتفع القدرة الإنتاجية السنوية إلى مليون سيارة في أفق 2022، عبر توسيع مصانع الفاعلين الحاليين أو استقدام مصنعين جدد، غير أنه الفيروس وتداعياته ينتظر أن تربك تلك التوقعات.
ويراهن المسؤولون في قطاع الصناعة على تنافسية الشركات العاملة في القطاع، ما سيحول دون تنامي خطر إغلاق مواقع إنتاج أو إلغاء فرص عمل، بل إن هناك من يعتقد بأن الظرفية الحالية يمكن أن تأتي بفرص جديدة في القطاع.
ويتطلع الفاعلون في القطاع إلى الاستفادة من التحول الذي ستعرفه الصناعة، حيث إن العديد من المصنعين الأوروبيين ينوون إعادة ترحيل وحدات الإنتاج من آسيا إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث يمكن للمغرب جذب بعض الاستثمارات.
ويشير المعهد المغربي لليقظة الاستراتيجية، في تقرير له صدر في الأسبوع الجاري، إلى أن الفرص المتاحة أمام المغرب، تهم بشكل خاص إنتاج الكابلات والمكونات الكهربائية، والمحركات والعجلات، وهياكل السيارات.
وتابع المسؤولون المغاربة ورجال الأعمال والمراقبون، بالكثير من الاهتمام النقاش الجاري في فرنسا حول إعادة ترحيل صناعة السيارات الفرنسية من مناطق إنتاج خارجية، على اعتبار أن " بيجو" و"رينو" تتوفران على ثلاثة مصانع بالمملكة.
وكان رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، الذي يمثل مصالح رجال الأعمال، صرح في مناسبة سابقة، أن مسألة إعادة ترحيل تركيب السيارات من المغرب إلى فرنسا غير مطروح.
وشدد على أن التوجه الفرنسي بإعادة ترحيل صناعة السيارات التي تنجزها شركاتها من بلدان أخرى إلى ترابها، يشكل فرصة بالنسبة للمغرب، الذي يمكن أن يستفيد ترحيل تلك الأنشطة من الصين وبلدان أخرى.

المساهمون