كتيب "قدوتنا رئيسنا" يثير جدلاً في الشارع الفلسطيني

كتيب "قدوتنا رئيسنا" يثير جدلاً في الشارع الفلسطيني... وتزايد المطالبات بسحبه

11 مايو 2019
مطالبات متزايدة لسحب الكتاب (تويتر)
+ الخط -
تتواصل ردود الفعل على إطلاق وزارة التربية والتعليم الفلسطينية يوم الخميس الماضي، كتيب "قدوتنا رئيسنا"، وتنشغل مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليق الناقد، حتى وصل الأمر ببعض الشخصيات الفلسطينية إلى إطلاق عريضة توقيعات تطالب بإسقاط وسحب الكتيب.

ووقّع العريضة التي نشرها الأكاديمي خالد الحروب، وأورد فيها "نعم لسحب كتاب (قدوتنا رئيسنا)، نعم لتربية أطفالنا على قيم الحرية والكرامة والمساواة والتفكير النقدي. فلسطين ليست قطعة من الأرض فقط، فلسطين معنى للحرية والكرامة"، 450 شخصاً حتى الآن، وتنوعت خلفياتهم بين أكاديميين ونشطاء وكتاب وصحافيين.

ودفعت موجة الانتقاد للكتيب، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الذي كان مشاركاً قبل أيام بحفل إطلاقه، للرد على المنتقدين، مطالباً "كل الذين اعتبروا أن المجهود الذي بذل من طالبات الصف العاشر والصف الحادي عشر في مدرسة البيرة الأساسية للبنات، في إصدار كتيب (قدوتنا رئيسنا)، نفاقاً وتسحيجاً وعبادة للأشخاص، وطالبوا بسحب الكتيب، أن يقوموا بقراءته قبل إطلاق الأحكام".


وقال عريقات في تصريحات له، إن "الرئيس محمود عباس مؤلف لعشرات الكتب، والطالبات قمن بمراجعة وتلخيص 19 كتاباً منها، وأوضحن في الكتيب أن كل ما كتبه الرئيس أبو مازن كان إثباتاً للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وطالبن بالاقتداء بما طرحه ووجوب التمسك بثوابتنا وحقوقنا الوطنية المشروعة وعدم التنازل عنها".

وتابع أن "الكتيب ليس بمفهوم الشخصنة وإفساد القادة أو التسحيج لهم، أو النفاق لتحقيق المكاسب، وإنما بالتمسك والاقتداء بالثوابت والحقوق، وأطالب بقراءة الكتيب وهو من إعداد طالبات دون أي تدخل من أحد، وإن مشاركة عدد من المسؤولين ليس إلا بحضور إطلاق الكتيب وشرح مضمونه".


ورداً على التساؤلات عن قراءة الكتيب والاطلاع عليه قبل التسرع بإعلان موقف منه، عاد خالد الحروب لينشر أسباب المطالبة بسحبه، معنوناً ما كتبه "لماذا الرئيس ليس قدوتنا"، معتبراً أن إصدار مثل كتاب كهذا وبالعنوان الذي يحمله، يكرّس الأبوية والشخصنة مهما كان المضمون.


وعن المضمون، قال الحروب: "الموضوعات التي كتب فيها أبو مازن مشكوراً في كل كتبه، كتب عنها أيضاً وبعمق أكثف وأشمل كتاب ومثقفون وأكاديميون ومناضلون كثر، ولا يشكر أي منهم بما فيهم الرئيس على الدفاع عن الحق الفلسطيني، فذاك ما نتوقعه جميعاً من كل من يتصدى للشأن العام، وإذا كان هناك حاجة إلى كتاب يشرح للأجيال الشابة والقادمة الحق الفلسطيني، فإن هناك ألف طريقة أخرى لإنجاز مثل هذا الكتاب، ويجب أن لا تُحصر بكتابات الرئيس أو أي شخص آخر أياً يكن".



وعن شخصية الرئيس عباس، قال الحروب: "إن الرئيس ليس محصوراً بما كتبه من أبحاث وكتب على أهميتها، بل هو قائد وسياسي ورئيس سلطة خلافي من الدرجة الأولى، وما يتذكره به الشعب الفلسطيني في السنوات الأخيرة هو تصريحاته الخلافية في أكثر الموضوعات حساسية للشعب".

أما الشاعر مريد البرغوثي فعلق على حسابه على "تويتر" قائلاً: ‏"نعم. هم قادرون على مزيد من الانحطاط والرخص والقبح والابتذال واقتراف الجرائم ضد شعبهم. أفسدوا الماضي والحاضر، وها هم يفسدون المستقبل بفرض كتاب (قدوتنا رئيسنا) على طلاب المدارس في فلسطين. نعم. ليست المسألة خلافاً سياسياً معكم فالخلاف قديم، بل هي خلاف جَماليّ: أنتم قبيحون".


ويلاحظ تراجع الخطاب الرسمي بعد موجة الانتقادات الأخيرة، فخلال حفل الإطلاق قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد: "إن الرئيس عباس قرر إعادة طباعة الكتيب وتوزيعه على كافة المؤسسات التعليمية في الوطن".



وتابع أن "كثيراً من الأحزاب في دول العالم تحاول اختراق سلك التعليم وتبث أفكاراً ربما تكون صحيحة، وربما تكون خطأ، لتكن مؤسساتنا التعليمية للأفكار الصحيحة والأفكار النيّرة في كافة مجالات الحياة وفي مقدمتها رفد مستوى الوعي الوطني".

وبالرغم من إصدار وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بعد الحفل بياناً بعنوان: "التربية تطلق كتيب (قدوتنا رئيسنا) ضمن مبادرة لأجل فلسطين نتعلم"، إلا أنها عادت اليوم السبت، لتصدر بياناً آخر مقتضباً أشارت فيه إلى أن هذا الكتيب جاء نتاج مبادرة طلابية مدرسية في إطار مشروع "من أجل فلسطين نتعلم"، وأنه لم يكن هناك منذ إطلاق المبادرة أي توجه لدى الوزارة لاعتماد أيٍ من نتائجها - بما فيها هذا الكتيب - كجزء من المنهاج، أو من المقررات المدرسية.