كبرى شركات الأدوية البريطانية تواجه تهم فساد بسورية

كبرى شركات الأدوية البريطانية تواجه تهم فساد بسورية

25 يوليو 2014
المقر الرئيسي لـ"جلاكسو" في بريطانيا(أود اندرسن/أف ب-Getty)
+ الخط -

أظهرت رسالة بريد إلكتروني، أرسلها مجهول، واطلعت عليها وكالة "رويترز"، أن شركة "جلاكسو سميث كلاين" البريطانية للأدوية تواجه مزاعم جديدة بالفساد، ولكن في سورية هذه المرة، حيث اتهمت الشركة وشركة توزيع مرتبطة بها بدفع رشى للحصول على أعمال.

وقالت شركة صناعة الأدوية البريطانية، اليوم الخميس، إنها تحقق في المزاعم الأخيرة التي تعود إلى العام 2010 والتي وردت في رسالة بريد الكتروني تلقتها الشركة في 18 من يوليو/ تموز الجاري. وتتعلق المزاعم بعمليات الرعاية الصحية الاستهلاكية السابقة للشركة في سورية والتي أغلقت في عام 2012 بسبب الثورة ضد نظام بشار الأسد.

وقالت "جلاكسو سميث كلاين"، في بيان: "لا نتسامح أبداً مع أي تصرف غير أخلاقي. سنجري تحقيقاً وافياً في كل المزاعم التي وردت في هذه الرسالة". وتواجه الشركة مزاعم بالفساد منذ يوليو/ تموز الماضي عندما اتهمتها السلطات الصينية بتقديم رشى تصل إلى ثلاثة مليارات يوان (480 مليون دولار) لأطباء ومسؤولين لتشجيعهم على استخدام أدويتها.

ومنذ ذلك الحين، ظهرت مزاعم بالرشوة ولكن على نطاق أصغر في دول أخرى. وتحقق الشركة حالياً في سوء سلوك محتمل من جانب موظفين في بولندا والعراق والأردن ولبنان.

وسورية هي سادس دولة تضاف إلى القائمة. وتتركز المزاعم هناك حول نشاط الأدوية الاستهلاكية للشركة بما في ذلك عقار بانادول المسكّن للآلام ومنتجات العناية بالفم.

علماً أن القواعد الحاكمة للترويج للمنتجات التي يمكن تناولها دون وصفات طبية ليست بالدرجة نفسها من الصرامة مثل أدوية الوصفات الطبية.

وجاء في الرسالة، التي بعث بها شخص مطّلع على عمليات الشركة في سورية، إن الرشى المزعومة التي جاءت على صورة نقود ومقابل حديث في تجمعات عامة ورحلات وعيّنات مجانية، تنتهك قوانين الفساد.

وقالت الرسالة التفصيلية، التي جاءت في نحو 5000 كلمة ووجهت للرئيس التنفيذي أندرو ويتي ورئيس لجنة فحص البيانات جودي ليوينت، إن تلك الحوافز أعطيت لأطباء واختصاصيي أسنان وصيادلة ومسؤولين حكوميين للفوز بمناقصات والحصول على ميّزات غير لائقة بالأعمال.

وعلاوة على ذلك، قالت الرسالة إن "جلاكسو سميث كلاين" شاركت، على ما يبدو، في انتهاكات للقيود على الصادرات السورية بما في ذلك برنامج تهريب مزعوم لتصدير مادة الـ"سودوإيفيدرين" إلى إيران من سورية عبر العراق. ويصنّف الـ"سودوإيفيدرين" كمادة أولية لصنع الميثامفيتامين.

وقالت الشركة إنها ستحقق في هذا الأمر إلى جانب المزاعم الخاصة بالرشى. وقالت رسالة البريد الالكتروني إن "جلاكسو سميث كلاين" استخدمت موظفيها و"مجموعة معتوق" السورية لتقديم مدفوعات غير قانونية.

ورفض مسؤول بشركة معتوق، التي مقرها دمشق، التعليق.
ويذكر أن مجموعة "جلاكسو سميث كلاين ـ جيه اس كيه" للأدوية البريطانية، قد خضعت لتحقيق جنائي لدى مكتب التحقيقات في جرائم الاحتيال الخطيرة "سي أف أو" بلندن خلال الشهر الماضي، وذلك في أعقاب اتهامها بسلسلة من عمليات الرشى في بعض دول العالم، من بينها دول عربية.

وتعاونت مجموعة الادوية البريطانية العملاقة "جيه اس كيه"، مع مكتب التحقيق في جرائم الاحتيال الخطيرة بشأن تهم تقديم رشى بمئات الملايين الى أطباء ومسؤوليين في عدد من دول العالم لأجل زيادة مبيعاتها.

واعترفت شركة "جيه اس كيه"، في بيانها الصادر الشهر الماضي، بأن مكتب التحقيق في جرائم الاحتيال الخطيرة البريطاني فتح معها تحقيقات جنائية حول ممارساتها التجارية العالمية، وأنها ملتزمة بالتعاون التام مع هذه التحقيقات.

وقالت مجموعة "جلاكسو سميث كلاين"، في البيان نفسه، إنها تأخذ كل مزاعم الرشوة على محمل الجد وأنها لا تصبر على أية سلوكيات غير أخلاقية تتعارض مع إجراءات مكافحة الفساد والرشوة.

وأشارت الى أنها توظف، في لبنان والاردن والعراق وسورية، حوالى 200 شخص في عمليات الادوية. وقالت إن التهم تتعلّق بعدد صغير من هؤلاء الاشخاص في هذه الدول.
وحتى العام الماضي، وجدت الشركة 161 خرقاً أخلاقياً في سلوكيات المهنة في عمليات المبيعات والتسويق.

دلالات

المساهمون