في عام 22 قبل الميلاد شيد الملك، هيرودوس الكبير، قلعة حصينة شرق مدينة القدس قرب بيت لحم. وأطلق عليها اسم "هيروديون"، ويسميها الفلسطينيون قلعة "الفريديس". تعتبر القلعة شاهداً على سيطرة الاحتلال على أكثر من نصف آثار فلسطين.
تقع القلعة على قمة الجبل، وهي تحت سيطرة دائرة حماية السياحة الإسرائيلية منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967. وتطل القلعة على جبال المملكة الأردنية الهاشمية وأجزاء من البحر الميت.
"الجبل جزء لا يتجزأ من التراث الفلسطيني يقع تحت السيطرة الإسرائيلية، وهذا لا يغير من الأمر شيئاً، فإسرائيل تسيطر عليه بالقوة، الاحتلال يحاول توظيف المواقع التراثية لمصلحة الرواية الإسرائيلية بوجود تاريخ يهودي على أرض فلسطين. هناك 7 آلاف موقع أثري في فلسطين، تسيطر إسرائيل على نحو نصفها، حيث تمنع السلطة الفلسطينية من الإشراف على المواقع الأثرية والتراثية في المواقع المصنفة ج، حسب اتفاق أوسلو، ومنها جبل الفريديس ".. يقول حمدان طه، وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.
ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق "أ" و"ب" و "ج"، إذ تخضع المنطقة "ج" لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها. وتمثل المنطقة "ج" 61% من مساحة الضفة.
وأوضح حمدان أن وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية تتصدى لهذه المحاولات من خلال إعادة كتابة التاريخ برؤية علمية موضوعية، مشيراً إلى أن السياحة الفلسطينية "أعدت قائمة بمواقع أثرية فلسطينية لإعلانها مواقع على لائحة التراث العالمي، من يونيسكو".