قتل وخطف وابتزاز بالمقدادية والصدر يدين الممارسات الطائفية

قتل وخطف وابتزاز بالمقدادية والصدر يدين الممارسات الطائفية

20 يوليو 2016
الصدر: ما يجري بالمقدادية يحمل نفساً طائفياً (getty/الأناضول)
+ الخط -


اتهم زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، الحكومة العراقية بالتقصير، بعد اعتراف أتباعه القاطنين في محافظة ديالى، بأحداث الاستهداف الطائفي اليومية داخل بلدة المقدادية شمال شرق بغداد، في رسالة بعثوها إلى زعيمهم.

وجاء في الرسالة، أنّ "مجاميع مسيّرة من جهات حكومية ودولية، تقوم بعمليات القتل والتفجير وسلب المنازل، وخطف الناس من أبناء العامة، وابتزازهم ومساومتهم على الأرواح والأموال"، مؤكدين مسؤوليتهم عن صحة ما جاء في نصها.

بدوره، ردّ الصدر على التنويه الذي وصله من أتباعه، فقال إنّ "ما يجرى للسنّة في المقدادية، تقصير حكومي ونَفس طائفي". واستنكر "ما يحدث من ممارسات طائفية بحق الأبرياء من أبناء العامة، في المقدادية بمحافظة ديالى". وأضاف: "لقد وقفت ضدّ هذه الممارسات ولا أزال، لكن مع التقصير الحكومي وارتفاع النفس الطائفي، فلا أمر لمن لا يطاع".

إلى ذلك، اعتبر مصدر حكومي محلي من بلدة المقدادية، ما قاله مقتدى الصدر غاية في الأهمية، معتبراً ذلك اعترافاً بخطورة الوضع القائم في المدينة، وإلقاءً للّوم على جهة أخرى غير تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الأمر الذي يتفق فيه مع أبناء المكون السُني، حول مليشيات مسلحة تسيطر على البلدة، أطلق عليها أتباع الصدر "المجاميع"، تابعة للحكومة العراقية، بحسب قوله.

وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن البلدة ولكونها تعتبر معبراً بينَ بغداد وإيران، يعيش أبناؤها تحت سطوة المليشيات التي تقتل وتهجر وتبتز المواطنين العزل بشكل يومي، بالرغم من خطورة تلك الأحداث وتأثيرها السلبي على حياة السكان، لكن لا أحد يعلم حجم الجرائم التي تطاول العشرات من أبناء المدنيين.

وأضاف: "يمكن لمن يدخل المقدادية، أن يرى بأم عينه الخوف والرعب الذي يعانيه الناس، من بطش المليشيات وسيطرتها على جميع مفاصل الدوائر الحكومية، وعلى مداخل ومخارج المدن والقرى"، مؤكداً أن "عمليات الخطف والقتل مستمرة، بمعدل ثماني حالات شهرياً"، ما يزيد أعداد العوائل النازحة والمهجرة من البلدة، الى البلدات الأخرى داخل المحافظة، أو إلى العاصمة بغداد، أو إقليم كردستان العراق. داعياً وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء، "قبل أن ينقرض أبناء المقدادية"، حسب تعبيره.

من جهته، بيّن المحامي وليد محمد، من سكان المقدادية، أن المليشيات داخل البلدة تعيش صراعاً على النفوذ والسلطة، وتقاسم الغنائم التي يحصلون عليها، بعد الخطف والمساومة وتهجير السكان وسلب منازل بعض العوائل، داخل مركز البلدة (شهربان)، مؤكدًا، أن الجميع يعرف أن تلك المليشيات تتلقى الدعم المالي والعسكري، مباشرة من إيران، وبالتنسيق مع الحكومة المركزية في العاصمة بغداد، كما لا يخفى أن تلك المليشيات أنشئت على أساس طائفي، بدعوى محاربة  "داعش"، لكن الحقيقة غير ذلك.

وأضاف محمد لـ"العربي الجديد": "مكّن الدعم الحكومي المليشيات من جعل نفسها جزءًا لا يتجزأ من هيكل الحكومة العراقية، فارتكبت، وبغطاء رسمي، أبشع الجرائم داخل البلدة"، مشيراً إلى أن غالبية السكان لا ينزلون إلى الأسواق يومياً، لخوفهم من عناصر المليشيات المنتشرين فيها، وبعضهم متخفٍّ بلباس مدني، حتى إذا ما رأى شخصا مطلوباً لديهم، انقض عليه من دون أن يستطيع الناس من حوله، تحريك ساكن.

ولفت إلى أن الشارع العام، الواصل بين المقدادية وبعقوبة، عاصمة محافظة ديالى، كان يعرف بـ"شارع الموت" لوجود المقاومة التي تقاتل الجيش الأميركي، أما اليوم فقد أطلق عليه البعض اسم شارع المغدورين"، إذ ترتكب فيه عمليات الخطف والقتل والاعتقال شبه اليومية، بحق القادمين من أطراف قرى المقدادية، إلى أماكن عملهم في بعقوبة، وغالباً ما تحدث تلك الجرائم بالقرب من نقاط تفتيش الجيش والشرطة.


وتعدُّ بلدة المقدادية من المدن المتنازع عليها، بين حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق، فضلاً عن كونها تقع في محافظة ديالى، وعاصمتها بعقوبة (57 كم شمال شرق بغداد)، الممر الأقرب الذي يربط بين طهران وبغداد، بحدود تقدر بنحو 240 كيلومتراً، ما مكن المليشيات من السيطرة عليها، وإلحاق الضرر والمعاناة بسكان المحافظة، لا سيما المكون السني، الذي كان يشكل 75 في المائة من مجموع السكان، المقدر بنحو مليون ونصف المليون نسمة. وبعد عمليات القتل والتهجير وتدمير الأراضي ومنعهم من العودة إلى ديالى، أصبح هذا المكون لا يعدو 50 في المائة من سكان المحافظة.