فنانون فلسطينيون: الفن الذي يولد في المخيمات

فنانون فلسطينيون: الفن الذي يولد في المخيمات

13 ابريل 2016
مصطفى زمزم وابنته مع الراحل وديع الصافي (العربي الجديد)
+ الخط -
تزخر المخيمات الفلسطينية في لبنان بالفنانين في المجالات كافة، من الغناء إلى الموسيقى والرسم والرقص التعبيري والفلكلوري، وقد استطاع عدد من الفنانين الفلسطينيين من اللاجئين في لبنان شق طريقهم نحو النجومية، ومنهم من عُرف فقط على المستوى المحلي اللبناني، والبعض لم يتخط حدود المخيم.

جهاد عقل
عازف الكمان الفنان جهاد عقل ابن مخيم شاتيلا استطاع أن يصل إلى النجومية وذاع صيته بشكل كبير وصار من أهم عازفي آلة الكمان على المستوى العربي، كذلك الملحن ياسر جلال الذي بدأ حياته بالغناء وكان متأثراً بجورج وسوف إلى أن شق طريقه في مجال التلحين وصار يلحن لكبار النجوم اللبنانيين والعرب، وغنىّ من ألحانه صابر الرباعي وجورج وسوف وفارس كرم وأليسا ووائل جسار ورضا وعمار حسن ومحمد عساف بالإضافة إلى عدد كبير غيرهم.

رواد رعد
أمّا الملحّن الفلسطيني رواد رعد واسمه الحقيقي "جوزيف زيتون" من بلدة البصة شمال فلسطين، لم يعش في المخيم لأنه بعد النكبة استقر أهله في شرق بيروت، وقد بدأ حياته الفنية بالغناء وعرف حينها من خلال برنامج "كأس النجوم" للهواة، لكنه اتجه للتلحين بعدها ليصير ملحناً معروفاً وفي رصيده عدد كبير من الألحان الناجحة التي غناها كبار الفنانين اللبنانيين والعرب.




يعاني رعد كما غيره من الفنانين الفلسطينيين وخاصة عند السفر من لبنان إلى بلد عربي آخر، لأن هناك صعوبة في الحصول على سمات الدخول "التأشيرات" رغم أنه يحصل أحياناً على بعض التسهيلات كونه معروفاً، ويقول: لأنّك فلسطيني تشعر أنّك لست عربيّاً، رغم أنّ الجميع يتحدّث باسم القضية الفلسطينية ويتكلّمون اللغة العربية. لكنّهم يعتذرون منك عندما تريد الدخول إلى أيّ بلد عربي، وتشعر أنّك بلا وجود ولا وطن.

من الأغاني التي لمعت من ألحانه "أصعب كلمة" للفنان معين شريف، "يا ريتني أنا ولا انت" للفنان عاصي الحلاني، "طمّعتك" للفنانة نجوى كرم، "يا حلالي يا مالي" للفنان محمد عساف، "هلا يما" لفنان أيمن زبيب وغيرها من الأغاني الناجحة.




فن داخل المخيم
في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في ضاحية بيروت الجنوبية بدأ الفنان مصطفى زمزم ابن بلدة أم الفرج قضاء مدينة عكا في فلسطين رحلته الفنية بالغناء والتلحين والكتابة منذ 23 سنة، واحتضن عددا كبيرا من المواهب الفلسطينية أولهم ابنته لارا التي شجعها على الغناء منذ كانت طفلة، كذلك اهتم بالطفل أيمن أمين الذي اشترك في The Voice Kids وغيرهما من المواهب، لأنه بحسب قوله لا يوجد راعٍ لهؤلاء المواهب الفلسطينية، فمنذ 67 عاماً وهو عمر النكبة، لم يلمع نجم أي مغنٍ فلسطيني من اللاجئين في لبنان، وهذا بحد ذاته دليل على تقاعس الجهات الرسمية الفلسطينية بدعم المواهب.

يذكر أن زمزم قدم كلمات وألحانا لفنانين عدة منهم الراحل وديع الصافي والفنان معين شريف اللذان شاركتهما ابنته لارا الغناء.
وفي مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان) يحمل الفنان محمد الآغا عوده ليغني في الحفلات الوطنيّة الفلسطينيّة، فقد بدأ حياته الفنية عازفاً على آلة الغيتار ثم انتقل بعدها إلى الغناء والعزف على العود وذاع صيته في المخيمات الفلسطينية وينتظره أبناء المخيمات في الأغاني التي تحكي مرارة اللجوء والحنين إلى الوطن.
يقول الآغا لـ"العربي الجديد": قبل أن أكون فنانا، أنا صاحب قضية، وواجبي أن أخدم قضيتي من خلال فني وغنائي الوطني، وقد اتجهت إلى الأغنيات الوطنية لأنقل معاناة شعبي في مخيمات الشتات. ولا تتصوّر فرحتي عندما أسمع أطفالا يردّدون أغنياتي الوطنية في المدارس والأندية، أولئك الذين لا يعرفون فلسطين. لكنّ الأغنيات تجعلهم يفكّرون بأنّ لنا وطنا جميلاً فيحبّونه، رغم أنّهم لا يعرفونه.


ربيع آغا فنان فلسطيني من مدينة عكا، لجأ جده من فلسطين عام 1948 ليستقر في مدينة صور (جنوب لبنان). بدأ حياته الفنيّة عندما كان في الثامنة من عمره، ودرس في المعهد الوطني العالي للموسيقى "الكونسرفتوار" عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره، ليحترف الغناء بعدها ويحيي الحفلات في جنوب لبنان خاصة، وفي المخيمات الفلسطينية، وأحياناً من خلال عقود عمل لفترة محدودة خارج لبنان.

برامج المواهب
وحاول المراهق الفلسطيني ابن مدينة عكا عبد حلواني أن يشق طريقه من خلال اشتراكه في برنامج "صوت الجيل الجديدGolden Mic"، واستطاع أن يحل بالمركز الثاني ليبدأ مشواره في البحث عن أغنية يسجلها بصوته لكن إمكاناته المادية لا تسمح بذلك. مثله مثل عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين الذين برزوا في برامج المواهب، بعضهم من المخيمات الفلسطينية في لبنان، وبعهم من خارجها، نذكر منهم على سبيل المثال فادي اندرواس الذي لمع في "ستار أكاديمي" الذي كان يعيش تألقه الكبير وقتها.


لكن رغم الموهبة الكيرة التي يتمتّع بها القسم الأكبر من هؤلاء الفنانين تبقى مشاكل كثيرة تواجههم، منها عقبة التأشيرات للسفر خارج لبنان، تحديداً إلى باقي الدول العربية، التي يفرض معظمها شروطا تعجيزية أمام اللاجئ الفلسطيني للحصول على تأشيرة.

المساهمون