فصائل عراقية مسلحة تهدد بالتصعيد رغم خطط واشنطن لخفض عدد قواتها

فصائل عراقية مسلحة تهدد بالتصعيد رغم خطط واشنطن لخفض عدد قواتها

11 سبتمبر 2020
أعلن ترامب أن بلاده ستخفض عدد قواتها في العراق إلى ألفي جندي (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

على الرغم من الإعلان الأميركي عن تخفيض عديد القوات الأميركية في العراق، وتأكيدات البيت الأبيض وجود نية لتخفيض آخر قريب، يجعل إجمالي الموجودين في هذه البلاد نحو ألفي جندي من أصل 5 آلاف و500 جندي أميركي تعمل غالبيتهم ضمن غطاء التحالف الدولي، إلا أن المليشيات العراقية المرتبطة بإيران لا تزال تطلق تهديدات ضد الوجود الأميركي في العراق، بينما يؤكد برلمانيون مقربون من "الحشد الشعبي"، أن إخراج الأميركيين من البلاد يتعلق بهيبة الدولة وسيادتها.

وقال الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي عقده ليل الخميس – الجمعة إن بلاده ستخفض عدد قواتها في العراق إلى ألفي جندي خلال فترة قصيرة جداً.

وقبل ذلك، أكد قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي أن بلاده قرّرت خفض عديد قواتها في العراق إلى 3 آلاف جندي فقط، مبيناً أن القرار تم بالاتفاق مع الحكومة العراقية.

ولم توقف تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن النية بتخفيض عدد القوات في العراق، التهديدات ضد الوجود الأميركي في البلاد.

صوّت البرلمان العراقي مطلع العام الحالي، على قرار يلزم الحكومة بإخراج القوات الأميركية، على خلفية مقتل سليماني والمهندس بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي

وأكد نائب رئيس مليشيا "الأبدال" كمال الحسناوي، أن العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية مستمرة، مشيراً في حديث نقلته وسائل إعلام، إلى أن "العمليات العسكرية ضد الوجود الأميركي بكل عناوينه ستبقى، وهي مستمرّة إلى حين انسحاب كامل تلك القوات بأسرع وقت وفق قرار البرلمان العراقي، الذي ألزم كل القوات الأجنبية بالخروج من البلاد".

ولفت إلى احتمال تصاعد تلك العمليات في الأيام المقبلة، مضيفاً "خصوصاً وأننا لمسنا عدم جدية من قبل الولايات المتحدة الأميركية بسحب قواتها من العراق، وكذلك الحكومة العراقية غير جادة في تطبيق قرار البرلمان، وهذا يدفع إلى استمرار العمل العسكري"، على حد قوله.

وقالت مصادر مقربة من "الحشد الشعبي" لـ "العربي الجديد"، إن الفصائل المسلحة ستستخدم ورقة الضغط البرلماني على الحكومة من أجل التعجيل برحيل القوات الأميركية، موضحة أن هذه الفصائل لا تثق بالوعود الأميركية المتكررة بشأن عزمها على تخفيض قواتها، لا سيما في ظل وجود قاعدتين عسكريتين تضمان وجوداً عسكرياً أميركياً مقلقاً في محافظتي الأنبار غرب العراق، وأربيل في إقليم كردستان.

كما اعتبر عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) محمد البلداوي أن قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد هو قرار سيادي لا يمكن التراجع عنه، لأنه يُعدّ من الثوابت الوطنية، مبيناً في تصريح صحافي أن القرار يمثل الحفاظ على هيبة الدولة وسيادتها.

ولفت إلى أن إخراج القوات الأجنبية من البلاد يُعدّ قرار كل العراقيين، مبيناً أن القرار جاء عن طريق مجلس النواب الذي يمثل الشعب العراقي، ولا يمكن القبول بالتراجع عنه.

وكان البرلمان العراقي قد صوّت مطلع العام الحالي، على قرار يلزم الحكومة العراقية بإخراج القوات الأميركية من البلاد، على خلفية مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي.

وتواصل جماعات عراقية مسلحة استهداف المصالح الأميركية والأجنبية في العراق. وفي هجوم هو الرابع من نوعه خلال أسبوع، أعلنت السلطات الأمنية العراقية، أمس الخميس، سقوط صاروخ من طراز "كاتيوشا" على مطار بغداد الدولي، من دون أن يتسبب بخسائر في الأرواح، في وقت تتواجد في الجزء الغربي من المطار قوة أميركية ضمن معسكر صغير يُعرف باسم "معسكر المطار"، وتعمل ضمن مهام جهود التحالف الدولي للحرب على الإرهاب بقيادة واشنطن.

وكان المتحدث العسكري باسم مليشيا "حزب الله العراقي" أبو علي العسكري قد جدّد تهديداته للوجود الأميركي، قائلاً، في تغريدة نشرها عبر حسابه في "تويتر"، إن "قوى المحور موحدة وستولون الأدبار بعونه تعالى".