تقليل عراقي من تأثير انسحاب القوات الأميركية على التنسيق مع واشنطن

تقليل عراقي من تأثير انسحاب القوات الأميركية على مستوى التنسيق مع واشنطن

09 سبتمبر 2020
سيقوم الجيش الأميركي بتخفيض جنوده بالعراق من 5200 إلى 3 آلاف خلال الشهر الجاري (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول عسكري عراقي في رئاسة أركان الجيش بالعاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأميركية التي أعلن مسؤولون أميركيون عن انسحابها من العراق، غادرت فعلاً منذ أسبوعين، ومن بينها القوات التي كانت موجودة في قاعدة التاجي شمالي بغداد.

وأكد المسؤول أن تخفيض واشنطن عديد قواتها العاملة في العراق، "لن يؤثر على التنسيق العسكري المتعلق بالعمليات الجوية الأميركية سواء لاستهداف مواقع تنظيم "داعش"، أو للرصد الجوي ودعم القوات العراقية بالصور الجوية للمناطق الصحراوية والجبلية، مما يوفر تغطية مناسبة للجيش العراقي في تتبع خلايا التنظيم".
وأضاف أن "نحو 80 في المائة من مجمل القوات الأميركية وباقي قوات دول التحالف الدولي موجودة في الأنبار وإقليم كردستان العراق، ضمن قاعدتي عين الأسد، الواقعة على بعد 110 كم غرب الرمادي، وقاعدة حرير، الواقعة على بعد 70 كم شمال أربيل عاصمة إقليم كردستان".
وكشف المسؤول ذاته أن "هناك مشاورات وتحضيراً لإخلاء معسكر المطار الواقع بالجزء الغربي من مطار بغداد الدولي وتسليمه للقوات العراقية أيضاً"، نافياً بالوقت ذاته وجود أي قوات داخل المنطقة الخضراء غير العناصر الأمنية المكلفة بحماية السفارة الأميركية، أسوة بباقي البعثات الأجنبية بالعراق"، وفقاً لقوله.

نحو 80 في المائة من مجمل القوات الأميركية وباقي قوات دول التحالف الدولي موجودة في الأنبار وإقليم كردستان العراق

وفي وقت سابق نقل موقع قناة "الحرة" الأميركية، عن قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال كينيث ماكينزي، أن بلاده قررت خفض عديد قواتها في العراق إلى 3 آلاف جندي فقط، مبيناً أن القرار تم بالاتفاق مع الحكومة العراقية.
وقال ماكينزي، إنه "بعد التقدم الكبير الذي أحرزته القوات العراقية والتشاور والتنسيق مع حكومتها وشركائنا في التحالف الدولي، قررنا تخفيض عدد جنودنا من 5200 إلى 3 آلاف جندي، خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري". وأضاف أن "هذا العدد المتبقي يسمح لنا بمواصلة تقديم المشورة ومساعدة شركائنا العراقيين في استئصال بقايا تنظيم داعش، وضمان هزيمته"، مؤكداً أن "قدرات القوات العراقية تحسنت بمواجهة التنظيم، ونثق بها بالعمل بشكل مستقل".
وأشار إلى أن "القرار هو مثال واضح على التزامنا بالهدف النهائي، وهو أن تكون القوات العراقية قادرة على منع أي عودة لداعش، وتأمين سيادة العراق دون الحاجة لمساعدة خارجية".

ويأتي القرار بعد لقاء مشترك تم قبل 3 أسابيع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في واشنطن، والذي تم خلاله بحث ملف وجود القوات الأميركية بالعراق.

وتتعرض القواعد التي تستضيف قوات التحالف الدولي في العراق، لقصف شبه مستمر، من قبل المليشيات العراقية الموالية لإيران، في وقت تضغط الجهات السياسية الممثلة لتلك المليشيات على الحكومة لتنفيذ قرار البرلمان، بانسحاب القوات الأميركية بشكل كامل.

"تحالف الفتح" الجناح السياسي لـ "الحشد الشعبي"، من جهته، شكّك في حقيقة الإعلان الأميركي عن خفض القوات، وقال النائب عن التحالف، كريم عليوي، إن "إعلان واشنطن سحب جزء من قواتها من العراق بين الحين والآخر، هو مجرد دعاية"، مؤكداً في تصريح صحافي، أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يريد إيصال رسالة إلى الشعب الأميركي، بأنه غير راضٍ عن البقاء في العراق، لكنه يسعى إلى عكس ذلك، ويريد بقاءً طويل الأمد لتنفيذ المخططات في المنطقة".
وأشار إلى أن "قرار البرلمان العراقي واضح إزاء القوات الأميركية، وقد نص على أن يكون الانسحاب كلياً وليس انسحاباً جزئياً"، مشدداً على أن "الحكومة العراقية ملزمة بتطبيق قرار البرلمان".

وأقدمت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بالعراق، أخيراً، على الانسحاب من ثمانية مواقع عسكرية لها، وتسليمها للجيش العراقي، ضمن خطة للقوات الأميركية بإعادة التموضع في البلاد.
كما أعلنت الحكومة العراقية، أخيراً، أنها ستواصل العمل المشترك مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في العراق، وفق استراتيجية محددة، مؤكدة عدم حاجتها لقوات عسكرية على الأرض.

المساهمون