عون يبدل لهجته وينتظر "تأشيرة بعبدا" من حزب الله

عون يبدل لهجته وينتظر "تأشيرة بعبدا" من حزب الله

06 أكتوبر 2016
تحرك "13 تشرين" محطة لتأكيد عون على انفتاحه(حسين بيضون)
+ الخط -
عدّل انفتاح زعيم تيار المستقبل في لبنان، سعد الحريري، إزاء وصول رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية، الكثير في أسلوب عمل الأخير ولهجته ومواقفه المعروفة بحدّتها عموماً. ويمكن لمن تابع آخر الإطلالات الإعلامية لعون أن يلحظ مدى التزامه بالمهادنة وروح التهدئة والحرص على التسويات الداخلية، على الرغم من تفاخره التاريخي بكونه "العنيد الذي يرفض الحلول الجزئية". وأعلن عون، في إطلالة إعلامية مساء الثلاثاء، انفتاحه على التفاهمات والشراكة واعتماد منطق التوافق بين مكوّنات السلطة، وأكد على حسن علاقته بالطائفة السنية، وأوضح موقفه من شرعية البرلمان الممدّد لنفسه في محاولة لتقريب وجهات النظر مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الذي يمثّل العقبة الأكبر في طريق عون نحو الرئاسة.

ويبدو أنّ طموح عون الرئاسي وانتقاله المرحلي إلى مواقع التفاهم والحوار والشراكة، سيمرّر دعوة رئيس الحكومة، تمام سلام، لعقد جلسة لمجلس الوزراء، اليوم الخميس، من دون الكثير من السجالات. فجاءت دعوة سلام الحكومية بلا ردود فعل كلامية أو إعلامية من جانب فريق عون الذي يقاطع الجلسات منذ أول سبتمبر/ أيلول الماضي. وانساق سلام إلى المقاطعة العونية المدعومة من حزب الله، وامتنع عن الدعوة لعقد جلسات للحكومة طوال شهر كامل بانتظار تراجع الحزب وعون عن محاولة تفجير مجلس الوزراء من خلال مقاطعته. مع العلم أنّ الحكومة تشكّل آخر المؤسسات الدستورية اللبنانية الفاعلة نظراً للشغور في موقع رئاسة الجمهورية وتعطّل التشريع في البرلمان.

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر مقرّبة من سلام لـ"العربي الجديد"، على أن "دعوة سلام لعقد جلسة حكومية جاءت بالتفاهم والتنسيق مع أبرز القوى السياسية وذلك منعاً للتمادي الحاصل في شلل الحكومة ومنع تعطيلها والتأكيد على استمرار عملها في هذا الظرف السياسي الصعب". ويأتي هذا الكلام ليؤكد على أنّ دعوة سلام جاءت بالتنسيق مع كل من بري وزعيم كتلة اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، ومع حزب الله الذي لم يؤكد بعد مشاركة وزيري كتلة الوفاء للمقاومة في الجلسة. إلا أنّ الحزب يغطّي عقد الجلسة الحكومية حتى من دون المشاركة فيها.

وطغت آمال عون الرئاسية أيضاً على تلويحه السابق باللجوء إلى الشارع بهدف الضغط على خصومه – شركائه في السلطة – تحت عنواني "حقوق المسيحيين" و"الميثاقية". وبينما حدّدت أوساط عون ذكرى 13 أكتوبر/ تشرين الأول (ذكرى الإطاحة بالحكومة العسكرية برئاسة عون وإعلان الوصاية السورية الكاملة على لبنان عام 1990)، موعداً للتحرّك الشعبي والتظاهر، عادت هذه الأوساط وأكدت لـ"العربي الجديد"، أنّ "المهرجان المنوي إقامته في هذه المناسبة لا يزال قائماً، إلا أنه يتم تعديل الخطاب والموقف السياسي المفترض أن يطلّ عون به على اللبنانيين". فإذا كان الهدف السابق من "13 تشرين" وضع القوى السياسية أمام الأمر الواقع الشعبي، ستصبح هذه المناسبة محطة إضافية لتأكيد عون على انفتاحه وسيره في التسوية الرئاسية.

حتى أنّ التحوّل في مواقف عون وفريقه وصلت حدّ نفض صهر عون، الوزير باسيل، يد فريقه من الكلام الصادر عن البطريرك الماروني، بشارة الراعي، الذي استهدف بري وتمسّكه بسلّة الحلول. وأعلن الراعي قبل أيام أنّ "أي مرشح للرئاسة الأولى، ذي كرامة وإدراك لمسؤولياته، لن يقبل بالتعري من مسؤولياته الدستورية"، في إشارة منه إلى سلّة بري. ليعود باسيل ويقول بدوره إنّ الهدف الأول هو "التوصل إلى تفاهم مع كل الناس ولكل الناس". ولا يتأخر المعنيون بالملف اللبناني في وضع كل هذا التحوّل الحاصل عند عون وفريقه في سياق الطموح الرئاسي الذي بات قريباً من التحقّق بنظرهم، ولو أنّ حزب الله صامت طوال هذه الفترة. وبات الحزب أمام اختبار نهائي بشأن الملف الرئاسي. فهل يكرّس الحزب النظرة القائلة إنه لا يريد رئيساً في لبنان قبل انتهاء الحرب في سورية؟ قد يكون التعطيل المستمرّ للتوافق والانتخابات الرئاسية مؤشراً واضحاً في هذا الخصوص.