عودة الصدر إلى العراق: رجوع عن الاعتزال

عودة الصدر إلى العراق: رجوع عن الاعتزال

14 مارس 2014
من تظاهرة مؤيدة للصدر
+ الخط -

عاد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، إلى محافظة النجف، قادماً من ايران في زيارة استمرت نحو أسبوعين. وقد أتت هذه العودة قبل يوم واحد من تظاهرة "يوم المظلوم" التي ينظمها التيار الصدري كل عام.

وكان الصدر قد غادر إلى طهران مطلع الشهر الماضي، بعد اعلان اعتزاله العمل السياسي.
وأصدر يومها بياناً أكد فيه اعتزاله العمل السياسي، وهاجم فيه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، واصفاً إياه بـ"الطاغوت" و"الدكتاتور".

وردّ المالكي على هجوم الصدر، في تصريحات متلفزة، في 9 مارس/آذار الماضي، قائلاً إن ما يصدر عنه "لا يستحق الحديث كونه رجلاً لا يعرف شيئاً وهو حديث على السياسة"، مما دفع المئات من أتباع التيار الصدري الى التظاهر، يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، في محافظات النجف ومدينة الصدر، في بغداد، ومحافظة ميسان، احتجاجاً على تصريحات المالكي تجاه زعيمهم.
واعتبروا تصريحات المالكي "تجاوزاً يدل على يأسه وفشله، ودعاية انتخابية يوهم نفسه بأنها ستوصله الى ولاية ثالثة"، وطالبوه "بالاعتذار رسمياً وبالاستقالة من منصبه". وحاول قسم من المتظاهرين مهاجمة مقرات "حزب الدعوة" الذي يقوده المالكي، لكن قوات الأمن منعتهم من ذلك، غير أنهم حطموا لوحات إعلانية تحمل صوره. وهاجموا مقر "حزب الدعوة - تنظيم العراق" بقيادة نائب رئيس الجمهورية، خضير الخزاعي.

وأثارت عودة الصدر الى العراق تكهنات بأنه راغب في شد أزر أنصاره المرشحين إلى الانتخابات المقررة في نهاية أبريل/نيسان المقبل، لأنها تأتي قبيل انطلاق الحملة الدعائية لمرشحي الانتخابات في 25 من الشهر الحالي، كما أن اجتماعه مع حليفه الانتخابي، زعيم المجلس الأعلى الاسلامي العراقي، عمار الحكيم، في طهران، قبل ثلاثة أيام، يؤشر إلى أن عودته أتت لتقوية التحالفات بينهما، للوقوف أمام المالكي في الانتخابات المقبلة، وخصوصاً أن الحكيم وبعد لقائه الصدر هناك، شنّ هجوماً عنيفاً على المالكي. وحذر الحكيم مما سماه "فتح باب التسقيط السياسي مع قرب انطلاق الحملات الانتخابية"، متوعداً بمفاجأة أي معتدٍ على سمعة أي شخصية من الشخصيات السياسية لتياره. وشدد على أن باب التسقيط السياسي "إذا فتح، فلن يستطيع أحد أن يغلقه"، في إشارة إلى الهجوم الأخير للمالكي على الصدر ووصفه بالجاهل في الامور السياسية.

ولم يفاجأ الكثيرون بعودة الصدر. فهو يتخذ قرارات ويتراجع عنها بعد فترة قصيرة، ولم يكن اعتزاله هذا الأول من نوعه. فقد أعلن اعتزاله قبل ذلك بأشهر قليلة، ثم تراجع نزولاً عند طلب البعض. لكنّ السؤال الأهم، ماذا سيكون موقف إيران، التي يُعتقد أنها مارست ضغوطاً عليه ليعلن اعتزاله.

وكما هو معلوم، ترغب إيران في أن يحصل المالكي على ولاية ثالثة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لإدراكها أن الصدريين هم أقوى منافسي كتلة "ائتلاف دولة القانون"، التي يتزعمها المالكي. وكان الصدر قد كشف عن وجود ضغوط ايرانية تمارس عليه في اكثر من مرة، ومنها في مذكراته عن "الهدف من زيارة أربيل"، التي نشرها في 5 اغسطس/آب 2012. وكشف يومها عن أن قائد الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، هو الرجل الاقوى في العراق. ولا يخفى الدور الذي لعبته إيران في حصول المالكي على ولاية ثانية في 2010، وكان الصدر وقتها رافضاً ترشيحه بشدّة، واستمر في رفضه لشهور. كذلك لا يخفى دور إيران في افشال اتفاق الكتل المنافسة للمالكي، ومنها "كتلة الأحرار"، على سحب الثقة من رئيس الحكومة في ما يعرف بـ"اتفاقية اربيل" في ابريل/نيسان 2012. ويرى البعض أن ضغوط ايران على الصدر كانت السبب الذي دفعه الى ترك إيران والاقامة في لبنان.