عودة التوتر إلى العلاقات المغربية الإيرانية

عودة التوتر إلى العلاقات المغربية الإيرانية

29 يونيو 2015
شهد 2015 تواصل العاهل المغربي مع الرئيس الإيراني(فرانس برس)
+ الخط -

علمت "العربي الجديد" من مصادر خاصة، أن قرار المغرب تعيين سفير له في إيران تأجل إلى "وقت غير معلوم"، بعد أن كانت التحضيرات تجري في الآونة الأخيرة، للإعلان عن اسم السفير الذي سيمثل المملكة في العاصمة طهران، وذلك في أعقاب التقرير الذي نشره موقع "فارس للأنباء" واتهم المغرب بأنه "أسير للسياسات الإسرائيلية".
وتروج في الكواليس الدبلوماسية بالمغرب أسماء عدة مرشحة لشغل منصب سفير المملكة في العاصمة طهران، منها الأكاديمي والأستاذ الجامعي تاج الدين الحسيني، والمستشارة البرلمانية خديجة زومي، وأسماء أخرى يتم تداولها، غير أن الأمر يبدو أنه سيتوقف إلى حين اتضاح مسار العلاقات بين المغرب وإيران.

وأكد مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن هويته، أن المقال الذي نشر في موقع "فارس للأنباء"، المحسوب على جهاز الحرس الثوري الإيراني، والذي عاد وسحب لاحقاً من الموقع قبل أن يعاد نشره أمس السبت، أجهض ترتيبات تعيين سفير للمغرب في إيران.

وأفاد المصدر نفسه بأن نشر تقرير مسيء لصورة المغرب، باتهامه بكونه "أسيراً للسياسات الإسرائيلية"، في ذات الفترة التي تشهد فيها العلاقات الثنائية بين الرباط وطهران شيئاً من التحسن، هو أمر يثير الريبة، وبإمكانه أن يعيد تلك العلاقات إلى مربع الصفر، لا سيما أن المغرب لم يعلن بعد عن سفيره إلى طهران".

اقرأ أيضاً المغرب وإيران: تطبيع للعلاقات تقوده المصالح

وكان لافتاً أن نشر المقال في وكالة "فارس للأنباء"، والذي حمل عنوان "المغرب أسير سياسات صهيونية"، أتى بعد استقبال العاهل المغربي، محمد السادي، للسفير الإيراني الجديد، محمد تقي مؤيد، في ثاني أيام رمضان، إيذانا له ببدء مهامه الدبلوماسية.
وتطور الوضع بعد استدعاء وزارة الخارجية المغربية القائم بأعمال السفارة الإيرانية في الرباط، بسبب تواجد مؤيد خارج المملكة، وإبلاغه احتجاجاً رسمياً من الحكومة المغربية على التقرير المنشور، والذي اعتبرت الخارجية مضامينه "خطيرة، وذات أبعاد غير مقبولة تنم عن نية مبيتة للإساءة المقصودة للمغرب".
وكان بلاغ وزارة الخارجية واضحاً في لغته، التي تصب في اتجاه تجميد أي مبادرة ترفع من جرعة التعامل الدبلوماسي بين البلدين، لا سيما بعد قطيعة دامت منذ مارس/آذار 2009، على خلفية موقف المغرب المتضامن مع البحرين بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين حينها عن كونها المحافظة الرابعة عشرة لإيران. كما اتهمت الرباط السفارة الإيرانية بالتدخل في الشؤون الدينية للمملكة.
واعتبرت الوزارة نشر ذلك التقرير "أسلوباً غير مسؤول يقوّض جهود البلدين الرامية إلى إعادة بناء الثقة"، مشددة على أنه "بقدر تمسك المملكة بإقامة علاقات مع إيران على أسس قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، بقدر ما ترفض أي استفزاز أو إساءة لصورتها وسمعتها". ووفق بلاغ وزارة الخارجية، طالبت المملكة المغربية من السلطات الإيرانية "تقديم التوضيحات الضرورية، واتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء هذا العمل المسيء للعلاقات بين البلدين".
من جهته، أكّد المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، أن "الإساءات للبلاد مهما كانت نواياها وخلفياتها، فإنها تبقى مرفوضة وغير مقبولة، ولا يمكن إلا إدانتها"

ويرى مراقبون أن عودة الثقة التي يتحدث عنها بلاغ وزارة الخارجية المغربية لن تتأتى، بحسب الموقف المغربي الرسمي، ولا سيما مسألة تعيين الرباط سفيرا في طهران، إلا بعد إبداء السلطات الإيرانية توضيحات بشأن ما جرى، واتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء هذا العمل الذي وصفته المملكة بالمستفز.
وبحسب محللين، فإن الحرس الثوري يحاول إظهار المملكة بصورة سلبية في توقيت حاسم، حتى يوجه رسائل مشفرة إلى الحكومة الإيرانية، بأنه ليس راضياً إزاء مساعي الرئيس حسن روحاني نحو تدشين علاقات إيجابية مع المملكة، فضلاً عن كون ذلك التصرف ينم عن استياء جهات إيرانية من مشاركة المغرب في الحرب ضد "أنصار الله"، المدعومة من طهران، في اليمن.
يذكر أن العلاقات الإيرانية المغربية كانت قد اتخذت مساراً تصاعدياً في الأشهر الماضية، تُوّجت بتعيين محمد تقي مؤيد سفيراً لإيران لدى المغرب، فضلاً عن أنّ العام الحالي شهد أيضاً أول تواصل من العاهل المغربي مع رئيس إيراني منذ القطيعة الدبلوماسية بين الرباط وطهران قبل خمس سنوات، إذ بعث الملك محمد السادس، في شهر فبراير/شباط، برقية تهنئة للرئيس الإيراني حسن روحاني، أعرب فيها عن حرصه للعمل سوياً من أجل إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

اقرأ أيضاً: علاقة المغرب وإيران لن تتأثر بـالـ"عاصفة"