عن مظاهرة "سوق النساء" في بلغاريا

عن مظاهرة "سوق النساء" في بلغاريا

04 أكتوبر 2015
لاجئة سورية في بلغاريا(Getty)
+ الخط -
بينما كان المسؤولون الأوروبيون، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، يحاولون جاهدين البحث في تداعيات أزمة اللجوء إلى بلدانهم، وإيجاد مخرج مناسب لها، شهدت بلغاريا أحداثاً عدة لافتة في هذا الخصوص، من موقعها كعضو في الاتحاد الأوروبي، وبوصفها قناة أساسية لتدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا الغربية، عبر حدودها مع تركيا، البالغ طولها 260 كلم.
ولم تقتصر الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام بكثافة على الحراك السياسي والدبلوماسي، الذي تمخّض عن قرار الحكومة البلغارية بقبول 500 لاجئ، من أصل حصتها البالغة 788 لاجئاً، بحسب ما صرحت به وزيرة الداخلية روميانا باتشفاروفا. بل ثمة مستجدات أخرى، عبّرت عن موقف الشارع البلغاري من مسألة اللجوء.
شارك البلغاريون في اليوم الأوروبي للتضامن والترحيب باللاجئين، لكنّ عددَ المشاركين، لم يتجاوز الخمسين شخصاً، اجتمعوا، مساء الثاني عشر من أيلول، عند مدخل ما يعرف بـ "سوق النساء" وسط العاصمة صوفيا، ثم ساروا نحو مبنى مفوضية الاتحاد الأوروبي، وهناك رفعوا مطالبهم، لإيقاف الموت المجاني الذي يحصد أرواح المهاجرين غير الشرعيين على حدود أوروبا البرية والبحرية، وتأمين معابر آمنة لدخولهم.
من المؤسف أن المظاهرة المرحّبة باللاجئين، أُحطيت بجمهرة كبيرة من الأشخاص غير المرحّبين، ومن المؤسف أكثر أن وسائل الإعلام البلغارية، تناقلت في اليوم التالي، خبر الاعتداء طعناً بالسكين على ثلاثة من اللاجئين السوريين، لا تزيد أعمارهم على الخامسة والعشرين. أحدهم توفي فوراً، بينما توفي الآخر بعد فترة وجيزة، فيما نجا الثالث بأعجوبة من الموت المحقق.
وقع الحادث الأليم في المكان نفسه الذي انطلقت منه مظاهرة الترحيب، وقيل إنه جرى بسبب شجار، حدث بين الضحايا والمهرّب الذي أدخلهم إلى بلغاريا، ولم يسددوا له المبلغ المتفق عليه لقاء تهريبهم. وعلى إثر ذلك قامت الشرطة البلغارية بجولات دهم وتفتيش، وقبضت على ثلاثين لاجئاً من السوريين، الذين دخلوا متسلّلين إلى البلد.
بعدها بدأ العمل على تطبيق خطة، تنص على نشر حوالي ألف عسكري على طول الحدود البلغارية-التركية، لإبعاد المهاجرين وإعادتهم إلى تركيا، وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية، فإن هؤلاء العسكريين المسلّحين، لديهم صلاحيات باستخدام سلاحهم عند الحاجة.
وخلال الاحتفال بعيد "ألبينا" في مدينة شومن، وقعت نخبة من المثقفين البلغار، من الأكاديميين والكتاب، على بيان يحذّر الحكومة البلغارية من مغبة استضافة اللاجئين، معتبرين أن موجة اللجوء، هي من أجل الاستلاء على أوروبا، و"أن معظم اللاجئين مهيؤون، أن يصبحوا إرهابيين".
وبطبيعة الحال، فقد عكست الأحداث المتسارعة، والمواقف المتضاربة من قضية اللجوء، خلال الشهر الفائت، انقساماً واضحاً على المستوى الشعبي في البلاد.

المساهمون