عن قبلة بوبي في نهاية الفيلم

عن قبلة بوبي في نهاية الفيلم

04 سبتمبر 2017
أحب أفلامه وحواراته وشخصياته (ألبرتو رودريغيز/ Getty)
+ الخط -
لم يحدث أن خرجتُ من السينما بسعادة شبيهة. يومها ضحكت كثيراً على نكات وودي ألن رغم أنها لم تكن تستدعي موجات الضحك الشديد التي انتابتني. أذكر أنني قلت بعد أن خرجنا من السينما بأن الفيلم كان جميلاً ومسلياً. إلا أنني ولسبب لا أعرفه أبديت انزعاجاً شديداً من بوبي، البطل، لأنه قبّل حبيبته التي عادت من الماضي في نهاية الفيلم. يومها قلت إن بوبي لا يملك الحق في أن يخون زوجته المخلصة والجميلة. لا أعرف كيف سمحت لنفسي بأن أملي على بوبي تصوّراتي عن العلاقات والزواج والماضي وتحقيق الأمنيات. لم أفهم أصلاً سبب انزعاجي الشديد من مشهد القبلة الذي جرى في إحدى حدائق نيويورك. أفكّر أحياناً، أن الأفلام تُصنع من أجل مشاعر كهذه وأن الأساس هو في كل تلك الإسقاطات التي نقحم أنفسنا بها. في شعورنا بالمظلومية أو الخيانة أو الحب عند مشاهدة الأفلام. في تماهينا مع أولئك الذين يقفون في إحدى حدائق نيويورك. نحن، الذين لم نزر نيويورك يوماً.

***

أنا لا أفهم في شؤون السينما. لا في الإخراج ولا في الإضاءة ولا في المكياج. أشاهد الأفلام دائماً وأبدي رأيي في نهايتها سلباً أو إيجاباً إلا أنني لا أملك المقدرة على إضافة المزيد ولا على قراءة المطولات النقدية. وبالرغم من ذلك، بقيت أردّد لفترة طويلة من الزمن أن وودي ألن هو مخرجي المفضل. لا بدّ من أنني سمعت باسمه من أحد الأصدقاء الذين يفهمون بأمور السينما أو أنني استسغت اسمه السهل مقارنة بالأسماء الصعبة للمخرجين الآخرين. لكنني تنبّهت بعد فترة إلى أنني أحب وودي ألن فعلاً. أحب أفلامه وحواراته وشخصياته. مستر بورِس الذي يخبر الأمهات بصراحة تامة بأن أبناءهن أغبياء في حال كانوا كذلك وميلودي سيليستنين الصبية الجميلة ذات الذكاء المتوسط وغايب وجاين وجيل وموسيقى بعد منتصف الليل عند نهر السين وأقراط اللولو التي نقلها جيل معه في عربة الزمن كهدية لأدريانا الجميلة وأدريانا الجميلة جداً مع شعرها القصير ولكنتها الإنكليزية الغريبة.

***

لم يحدث أن خرجت من السينما بسعادة شبيهة. في الحقيقة، كان الفيلم عادياً جداً. في الحقيقة، لم أكن أكترث لبوبي ولم أكن أكترث كذلك لزوجته المخلصة ولا لحبيبته التي عادت فجأة من الماضي بثوب أبيض وشال من الحرير. كنت أكترث فقط إلى أنه لم يحدث معي أن خرجت من السينما بسعادة شبيهة. أفكر أن الأساس هو في تلك اللحظة التي تنبهت فيها إلى أنني سعيدة فعلاً.

أعتقد أنّ الأفلام تصنع من أجل لحظات كهذه فقط.

المساهمون