عمّال سودانيون في لبنان: كرامتنا بخطر ونريد العودة إلى بلادنا

عمّال سودانيون في لبنان: كرامتنا بخطر ونريد العودة إلى بلادنا

03 يوليو 2020
الظروف المعيشية القاسية دفعتهم إلى الشارع (حسين بيضون)
+ الخط -

بعد مشهدٍ قاسٍ لم تطوَ صفحته حتى السّاعة يصوّر أزمة العاملات الإثيوبيات في لبنان اللواتي لجأن إلى سفارة بلادهنّ بهدف تأمين عودتهنّ إلى إثيوبيا، ها هم العمّال السودانيون يفترشون الأرض أمام سفارة بلادهم في بيروت منذ أيامٍ طلباً للمغادرة، نظراً لتردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان.

 

تصوير حسين بيضون - العمال السودانيون

 

ورفع العمال المعتصمون لافتات كُتِبَ عليها: "كرامتنا في خطر، ننام في الشوارع ونأكل مما يجود به أصحاب الضمائر"، وناشدوا الدولة السودانية إجلاءهم من لبنان حيث هم عالقون في ظلّ معاناة إنسانية كبيرة يعيشونها يومياً.

 وقال أحد العمّال لـ"العربي الجديد" إنّ "مئات السودانيين باتوا اليوم في الشارع بعدما خسروا عملهم نتيجة الأزمة الاقتصادية والنقدية والمعيشية في لبنان، فهناك من طُرِدَ من عمله سواء في الورشِ أو المحال التجارية أو المباني التي يعمل حارساً لها، والجزء الآخر يريد الرحيل وأنا منهم  لأنّ الراتب الذي نتقاضاه بالليرة اللبنانية يصل إلى 800 ألف كحدّ أقصى، أي نحو 90 دولاراً أميركياً بعدما تجاوز سعر الصرف في السوق السوداء عتبة الـ9 آلاف ليرة، ولم يعد يوفر لنا  هذا المبلغ حتى الطعام في ظلّ ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، وكذلك بدلات الإيجار التي ارتفعت بشكل لم نعد نتمكّن من دفعها فبات مصيرنا الشارع".

وقال عاملٌ آخر تحدث إلى "العربي الجديد"  إنّ "السفارة السودانية تماطل جداً في قضيتهم على العكس من طريقة تعاملها مع مواطنيها في بلدان أخرى، باعتبارنا عمّالاً وفقراء، ولم ترفع تقارير عنّا إلى وزارة الخارجية السودانية تحاكي الأوضاع التي نعيشها ومعاناة الشباب السودانيين العالقين في لبنان، ولم يعد لدينا سوى الإعلام بغية إيصال صوتنا وصرخاتنا".

تصوير حسين بيضون - العمال السودانيون

وأضاف العامل الذي فضل عدم ذكر اسمه أنّ "السفارة السودانية أقفلت أبوابها قبل أيام ولم تعاود فتحها من أجل مساعدتنا على الرحيل، ولا سيما بعدما استأنفَ مطار بيروت الدولي رحلاته".

 وأشار إلى أنّ "أكثرية الشبان السودانيين لا إقامات شرعية لهم، ما منعهم من المطالبة بحقوقهم تجاه أصحاب العمل في لبنان، الذين بدورهم تخلّوا عنّا وصرفوا العشرات من دون أي راتب أو تعويض أو مبلغ مادي يؤمن حاجاتنا لأيام فقط من مأكل ومسكن ومشرب حتى حلّ قضيتنا".

 

وأكد مصدرٌ في وزارة العمل اللبنانية لـ"العربي الجديد" أنّ الوزيرة لميا يمّين دويهي تتابع القضية مع المراجع المعنية والمنظمات المدنية، لكنّ المشكلة ليست في لبنان بل من جانب السلطات السودانية والسفارة السودانية التي أقفلت أبوابها بوجه العمال.

المساهمون