عمران 33: دراسات في الذاكرة الجمعية والتعليم العاري
صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" العدد الثالث والثلاثون من مجلة "عمران" للعلوم الاجتماعية، ويضم دراسات متنوعة الاتجاهات والمواضيع طرحت أسئلة حراك الريف في المغرب والذاكرة الجمعية وسؤال التعليم العاري في فلسطين وغيرها، كما احتوى العدد على مناقشات وترجمات ومراجع الكتب.
في باب الدراسات، تضمن عدد صيف 2020 مجموعة أبحاث منها " التعريف بالتجريد: حل مشكلة المفاهيم المتنازع عليها في العلوم الإجتماعية (مفهوم الأمن مثالًا)" لسيد أحمد قوجيلي. وفيها يدرس الباحث الإطار الذي وضعه والتر غالب حول المفاهيم "المتنازع عليها بالضرورة" وذلك من خلال التركيز على المرحلة الحاسمة في عملية البحث؛ تعريف المفاهيم استناداً إلى استخدام قواعد جيوفاني سارتوري الكلاسيكية لتكوين المفهوم وما يسمى سلّم التجريد.
أما الدراسة الثانية فجاءت بعنوان "شباب حراك الريف بالمغرب والذاكرة الجمعية الحارقة: الاعتراف كمدخل لمصالحة الدولة مع الماضي الأليم" لمحمد السعدي، وفيها يستدعي الباحث الذاكرة الجمعية لفهم مدى الحنق والسخط والتوجس من وسائط الدولة المؤسساتية لدى شباب المنطقة وشعورهم بالظلم والحرمان والتهميش الاجتماعي.
يجادل الباحث بأن التاريخ الذاتي للريف وحروق الذاكرة بما راكمته من ترسبات نفسية على مستوى وجدان الأهالي ومخيالهم الجمعي أديا دورًا مهماً في إفشال المصالحة مع السلطة المركزية رغم جهود هيئة الإنصاف والمصالحة عام 2004.
وفي دراسة قدمها الباحث صفوان طرابلسي بعنوان "أثر مبادرات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في إعادة بناء الثقافة الاقتصادية لدى الفئات الهشّة اجتماعيا: دراسة حالات في تونس"، ناقش الباحث إشكالية أثر مبادرات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في إعاده بناء الثقافة الاقتصادية لدى الفئات الهشة اجتماعياً وذلك انطلاقاً من تحليل المعطيات الميدانية التي جمعت عبر مجموعة من الاستبيانات، مستهدفة الأعضاء المؤسسين في مبادرات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني التي تأسست بعد يناير 2011.
كذلك ضم العدد دراسة "استثناء الاستثناء: التعليم «العاري» في السياق الاستعماري في فلسطين" للورد حبش وغادة المدبوح، التي تسعى إلى معرفة الكيفية التي يؤثر بها السياق الاستعمار الإسرائيلي في بناء بنية التعليم الفلسطيني. اعتمدت الدراسة على أرشيف الأوامر العسكريه والمقابلات، كما استندت في التحليل إلى مفاهيم ميشيل فوكو وجورجيو
أغامبين في تقديم أطروحه التعليم العاري، وذلك لكشف الأضرار المتراكمة والإرث الكولونيالي في قطاع التعليم.
أما دراسة "المرجعية الدينية الشيعية والفضاء السياسي-الاجتماعي: قراءة في تجربتي المرجعين محمد الصدر وعلي السيستاني" لحارث حسن، فتعيد الاعتبار إلى أهمية ممارسة النشاط الديني وعلاقته بالمتغيرات الاجتما-سياسية في تشكيل حركه الفاعلين الدينيين، مركزة على نموذجي محمد الصدر وعلي السيستاني اللذين تصديا للمرجعية في وقت متقارب زمنياً.
تضمن العدد مناقشة لمفهوم مجتمع الشبكات
تجادل الدراسة بأنه في حين طوّر الصدر ممارسته عبر المزج بين الدين والحركية الاجتماعية المتلونة في مشروع الأسلمة المجتمعية، فإن السيستاني اتجه إلى الفصل بين الممارسة السياسية والممارسة الدينية ولم يؤطر حضوره في المجال العام بقالب أيديولوجي محدد.
وفي باب المناقشات، تضمّن العدد مناقشة بعنوان "مانويل كاستلز ومفهوم مجتمع الشبكات: من المجتمع إلى الشبكة (نحو مقاربة تأويلية للهوية والسلطة في عصر المعلومات)" لإدريس الغزواني.
كما اشتمل العدد على دراسة مترجمة بعنوان "الهوية الجمعية والحركات الاجتماعية" من تأليف فرانشيسكا بوليتا وجيمس م. جاسبر، ترجمها ثائر ديب.
أما باب مراجعات الكتب، فقد اشتمل على مراجعة كتاب "النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت" لشفيق الغبرا، من إعداد مجد أبو عامر، ومراجعة كتاب "واحة غريس والاستعمار: آليات التحول وأشكال المقاومة" لقسطاني بن محمد، من إعداد رشيد الزعفران.
