وصل رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق عقيلة صالح إلى القاهرة، ظهر اليوم الأحد، حيث كان في استقباله مسؤولون بجهاز المخابرات العامة المصري الذي يقود اللجنة المعنية بالملف الليبي.
وفيما قالت مصادر باللجنة إن صالح من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية سامح شكري ورئيس البرلمان علي عبد العال ومدير جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل؛ للوقوف على آخر التطورات الخاصة بالأزمة الليبية.
وأوضحت المصادر أن السبب الرئيسي للزيارة هو لقاء السفير الأميركي بالقاهرة جوناثان كوهين، الذي من المقرر أن يبحث مع رئيس البرلمان الليبي التصور الأميركي الخاص بجعل مناطق سرت والجفرة منزوعة السلاح وخاضعة لإشراف دولي، وذلك لتمكين قطاع النفط الليبي من معاودة العمل مجددا بكامل طاقته.
وكشفت المصادر أن مشاورات صالح في القاهرة ستتطرق إلى ملفات متعلقة باتفاقيات ترسيم الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط كممثل للجانب الليبي، باعتباره رئيس مجلس النواب بحد تعبير المصادر، مشيرة إلى أن القاهرة ماضية في إتمام اتفاقيات مماثلة لتلك التي وقّعتها مع اليونان مؤخراً بشأن ترسيم الحدود البحرية، ضمن التحركات المصرية لمحاصرة تركيا في البحر المتوسط.
كما كشفت المصادر أنه من المقرر أن يتم تناول آخر المستجدات بشأن اتفاق جديد مزمع بين مصر وإسرائيل وشرق ليبيا، لتوقيع اتفاقية بحرية خاصة بمنطقة شرق المتوسط، فيما قال مصدر مقرب من صالح إن أجندة عمل رئيس البرلمان خلال زيارة القاهرة تتضمن لقاءات مع مسؤولين غربيين بينهم سفراء ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بالقاهرة.
وكانت السفارة الأميركية في ليبيا قد كشفت النقاب عن مباحثات جرت عبر خاصية الفيديو كونفرانس، بين وفد أميركي برئاسة مدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميغيل كوريا، والسفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، للدفع باتجاه اتخاذ خطوات عاجلة لتنفيذ مقترح أميركي بشأن الوضع في ليبيا.
وذكرت السفارة أنه خلال مناقشات منفصلة مع مستشار الأمن القومي الليبي تاج الدين الرزاقي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، أكد كوريا والسفير نورلاند "الحاجة إلى عملية تقودها ليبيا لاستعادة سيادة البلاد وإخراج الأجانب منها".
وتعهّدت الولايات المتحدة، وفقا لبيان صادر عن سفارتها في ليبيا، بمواصلة انخراطها بشكل نشط مع مجموعة من القادة الليبيين المستعدين لرفض التدخل الأجنبي الضار، وخفض التصعيد، والعمل معاً من أجل حل سلمي يعود بالنفع على جميع الليبيين.
وقال السفير الأميركي لدى ليبيا إنه تحدث هاتفيا، أول من أمس، مع فايز السراج؛ للحصول على إحاطة حول الجهود الرامية للتوصل إلى صيغة نهائية لحل ليبي، من شأنه تعزيز وقف دائم لإطلاق النار، وزيادة الشفافية في المؤسسات الاقتصادية، ودفع العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة.
وبحسب بيان السفارة الأميركية، فقد تحدث السفير الأميركي عن تنفيذ حل لنزع السلاح في وسط ليبيا، وتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملها الحيوي نيابة عن جميع الليبيين، لافتاً إلى أنه تشاور أيضا عبر الهاتف مع فتحي باش آغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، حول الجهود المبذولة لبناء الثقة بين الأطراف، ما من شأنه أن يؤدي إلى حلّ ليبي شامل في سرت والجفرة.
كما تعهدت السفارة الأميركية بأنها ستظل منخرطة بنشاط مع جميع الأطراف الليبية، التي ترفض التدخل الأجنبي، وتسعى إلى الاجتماع في حوار سلمي، بما في ذلك حكومة الوفاق ومجلس النواب.