عبد الباسط سيدا: ليبيا سلّحت الثورة ولافروف أجهض جنيف

عبد الباسط سيدا: ليبيا سلّحت الثورة ولافروف أجهض جنيف

24 مارس 2014
عندما تشكل الائتلاف كان الدبلوماسيون الأجانب أكثر من السوريين
+ الخط -

انتقد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض، عبد الباسط سيدا، في حوار مع "العربي الجديد"، المعارضة السورية الحالية، كاشفاً أنه عندما تم تأسيس المجلس في اسطنبول لم يكن في القاعة أي شخص غير سوري، بينما عندما تأسس "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية"، كان الدبلوماسيون الغربيون أكثر من أعضاء الائتلاف، داعياً إلى تجاوز السلبيات بترك "الشللية" التي باتت صفة من صفات العمل السياسي في المعارضة.

وحول موقفه من إعلان حزب الاتحاد الديموقراطي، الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني، الإدارة المؤقتة في بعض المناطق الكردية في الشمال، أوضح سيدا أن المهم أن تكون بإشراك المكوّنات العرقية والدينية كافة، إلا أنه تساءل: إذا كانت هذه الإدارة ناجحة، فلماذا تتواصل الهجرة من هذه المناطق؟

وقال سيدا إن النظام السوري أثبت خلال مباحثات جنيف ـ 2، أنه غير جاد في إيجاد حل سياسي، حتى أنه لا يملك مشروعاً تفاوضياً إلا البقاء في السلطة، في الوقت ذاته يحقق تقدماً على الأرض، والموقف الدولي شبه بعيد عن الأزمة، ولم يقدم ضمانات لجنيف، وبين هذه المعطيات نجد أن الموقف الروسي يتشدد أكثر، وهذا بدا واضحاً من خلال لقاء وفد الائتلاف بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إن "هيئة الحكم الانتقالية حلم بعيد المنال".

وأوضح أنه كان ضد انسحاب المجلس الوطني من الائتلاف، إثر الذهاب إلى جنيف وترك الساحة للآخرين، وأضاف: "كان على المجلس أن يعترض من داخل الائتلاف، لكن السبب الذي جعل المجلس ينسحب هو حجم الضغط من الداخل وارتفاع أعداد القتلى اليومي، الأمر الذي جعل المجلس يأخذ هذا الواقع بعين الاعتبار".

وقال: "أنا شخصياً اتجهت إلى جنيف بعيداً عن الأضواء من أجل توحيد موقف المعارضة، وكانت كل الأطراف متفهّمة لضرورة وحدة الموقف، وهذا ما تم فعلاً بعودة المجلس".

ولفت إلى أن مشكلة الائتلاف منذ تأسيسه أنه كان يؤجل كل الخلافات والنقاط السلبية إلى ما بعد نهاية الأزمة، ولم يتقدم لحل الإشكاليات الداخلية، وبفعل هذا التجاهل تراكمت المشاكل.

ونوّه بأنه "لا توجد قوى سياسية داخل الائتلاف قادرة على رسم الخط السياسي، فالقوى التقليدية لم تكن قادرة على استيعاب الحراك الديموقراطي، وهذا ما أوجد معارضة متفرقة فاقدة لأي مشروع سياسي. أما الحل لسلبية الائتلاف فهو بتجاوز الشللية والابتعاد عن منطق التسويق، فهناك الكثير ممّن هم في الائتلاف لا يزالون يسوّقون لأنفسهم على أنهم الحل، وكذلك لا بد من الاستفادة من التجربة الأولى للمعارضة التي مر بها المجلس الوطني".

وعن عسكرة الثورة، أكد سيدا أنه لم يكن قرار المعارضة السياسية، بل نتيجة لتطور الأوضاع في الداخل، وهو قرار ميداني بحت، وقال: "نحن، منذ تأسيس المجلس، كنا نؤمن بسلمية الثورة، وما حدث أنه خلال زيارة المجلس الوطني إلى ليبيا ولقاء رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الحليل أبدى لنا استعداده لدعم الثورة السورية مادياً ومعنوياً وعسكرياً".

وأضاف: "رفْضُنا في البداية كان من منطلق الحفاظ على سلمية الثورة، لكن حين تسلّمنا 20 مليون دولار من ليبيا، كان اهتمامنا على الناحية الإغاثية ودعم المتضررين، ومع ذلك فقد سلّمنا حوالى مليون يورو للقيادة العسكرية آنذاك، بالإضافة إلى المساعدات المحدودة للمقاتلين حسبما توفرت في ذلك الوقت".

وعن أخطاء المعارضة السورية، قال سيدا: إننا لم نستثمر الأوراق الوطنية. كنا نتظاهر باحترام الأقليات، وكان هناك جهل بالورقة الكردية والعلوية.