عام دراسي ملغوم

عام دراسي ملغوم

04 سبتمبر 2014
معظم طلاب التعليم العالي سيتجهون نحو 41 جامعة ومعهداً(Getty)
+ الخط -

مع بداية شهر سبتمبر/أيلول، يبدأ العام الدراسي الجديد في لبنان. لكن هذا العام يحمل ومنذ مطلعه الكثير من جراحات العام المنصرم. وتحتل موقع الأولوية مسألة الإفادات التي طالت 148 ألف طالب بين ثانوي وتكميلي. وإذا كانت المشكلة شبه محلولة بالنسبة لطلاب الشهادة المتوسطة باعتبار أن هؤلاء سيجدون مقاعد لهم في مدارسهم، سواء أكانت عامة أو خاصة في السنة الأولى الثانوية، رغم الشكوك الكبرى التي تحيط بدراستهم وامتحاناتهم كما حدث العام الحالي، فالمعضلة تبدو عصية أمام طلاب المرحلة الثانوية الذين سينتقلون إلى المرحلة الجامعية.

الفئة الأكثر معاناة بين طلاب المرحلة الثانوية هي الذين ينوون متابعة دراساتهم الجامعية في الخارج. إذ لا وجود في عُرف هذه الجامعات لما يسمى إفادات، وهذه لا تعني أن صاحبها قد حصل على الشهادة الثانوية، بل فقط تقدم إلى امتحان لم تعلن نتائجه نجاحاً أو رسوباً. وسابقاً عندما فرضت الظروف الأمنية وأعمال القصف الإفادات، كان مثل هؤلاء الطلاب يعانون الأمرين في قبولهم في تلك الجامعات، ما دفع قسماً لا يستهان به منهم إلى إعادة دراسة الصفوف الثانوية ثانية، والتقدم إلى امتحانات الشهادات الموازية في تلك الدول. حدث هذا بعد اتصالات مكثفة مع السفارة ووزارة الخارجية ووزارة التربية اللبنانية.

أما معظم الجامعات اللبنانية "المعتبرة"، فقد درجت دوماً على إجراء امتحانات خاصة بها لاختيار طلابها من بين الطلاب الناجحين في الثانوية العامة. وينطبق مثل هذا الوضع أيضاً على معظم كليات الجامعة اللبنانية، باستثناء طلاب كليات الآداب والعلوم الاجتماعية والحقوق والعلوم. أما الباقية فتجري امتحانات قبول.

على أن العدد الأكبر من طلاب التعليم العالي سيتجهون نحو 41 جامعة ومعهد عالٍ خاص. وتبدو مشكلة هؤلاء ليس فقط في الامتحانات المتوقعة، بل أيضاً في مقدار الأقساط التي من المتوجب عليهم دفعها. ومن المعلوم أن الجامعات هذه تعمد إلى رفع البدلات السنوية على مواد الوحدات. ولا شك أن تدفق الأعداد على هذه الجامعات، التي سماها وزير الثقافة الأسبق الدكتور غسان سلامة، بأنها "بوتيكات"- محلات صغيرة - ستكون المستفيد الأكبر منها لتكديس عشرات الملايين الإضافية من الدولارات. كل هذا ولم نتحدث حول مضاعفات وصول طلاب، منهم ذوو معارف وتأهيل متدنٍ، إلى الجامعات وتعذر اعتماد برامج تقوية في تخصصاتها المتشعبة.

عام دراسي ملغوم منذ بدايته.

*أستاذ في كلية التربية – الجامعة اللبنانية

المساهمون