عادل حمودة: عن المهنيّة وأشياء أخرى

عادل حمودة: عن المهنيّة وأشياء أخرى

16 نوفمبر 2014
عادل حمودة (عن مكتبة الإسكندرية)
+ الخط -
حينما وصف عادل حمودة بالتفصيل المملّ أجنحة ومداخل قصر الاتحادية للمتظاهرين ليلاً، لم يكن يمزح، ولكن الرجل كان يقوم بمهمة صحافية في الخطوط الأولى للمعركة التي أعدّت سلفاً لزعزعة الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان الإعلام رأس حربتها، حتى إنه حينما سئل عن سبب الوصف فقد يدخل من باب التحريض على العنف مثلاً، رد عادل حمودة بثبات: إنه يمارس المهنية في عمله.
وحينما مزّق قطار أسيوط أجساد تلاميذ المدرسة الأزهرية، ظل عادل حمودة لأسبوع وهو يعدّد الحقائب المتناثرة للتلاميذ على طول الشريط الحديدي، ورسائل الصغار للعصافير التي ربوها في حدائقهم وكانوا في انتظار خيوط الحرير لولا إهمال محمد مرسي الكافر الفاجر.
وظل عادل يتباكى على شبكة حديد مصر، وتطوّع يومها للسكة بمشروع من بنات خياله مجاناً لمصر بعدما أنهكها مرسي، بان يتم عمل محلات صغيرة للساندويتشات في تلك الأراضي التي تسمى (أرض الدريسة). وقال إن لديه معلومات عن الحادثة سيقولها في حينها، حتى جاءت ليلة استشهاد الصحافي الحسيني أبو ضيف أمام أسوار قصر الاتحادية ليلاً. هنا انبرت كل عصابات عادل، من مجلة صباح الخير إلى روز اليوسف إلى صوت الأمة إلى الفجر، وأول مَن اتهمته في الحادثة هو الرئيس مرسي شخصياً.
غير الغريب في الأمر بعد ذلك أن يكون المبلّغ عن القضية وصاحب خيط معلوماتها في ما بعد (بعد إزاحة مرسي) هو الصحافي عصام زكريا، صديق حمودة وكاتبه في صوت الأمة والفجر و(البوابة)، وهو ابن مدرسة روز اليوسف، الشاهد الأول في القضية صحافياً يعمل مع عادل حمودة في الفجر أيضاً.
والغريب أن الشاهد قال إنه استشهد بجانبي (فجراً)، رغم أن سياق الأحداث أثبت أن الحسيني مات قبل ذلك بثلاث ساعات. والآن مرّت سنة أو أكثر وقتل الآلاف في مذابح عدة ولم نر الرجل الصحافي عادل حمودة يمارس مهنيته أمام أسوار الحرس الجمهوري مثلاً حينما قتل 89 بالرصاص الحي فجراً بينهم مصور في عمر وسن وموهبة الحسيني أبو ضيف وحيويته وإيمانه... لا هو راح يبكي على المهنية دمعاته ولا حتى أرسل شهوده، بل ظل قابعاً في قنوات رجال المال، حتى أن عصام زكريا، الذي بيده خيوط الحادث، التحق بكتيبة (عبد الرحيم علي) الصحافية، بعدما أسند إليه عبد الرحيم علي مهمة تفريغ مكالمات رؤساء التحرير المسرّبة أمنياً في أيام مرسي ونشرها. وقد بدأ عصام زكريا أولى خبطاته العالمية برئيس تحرير "أخبار الأدب" السابق: مجدي العفيفي وآخرين.

المساهمون