عائلة الهريمي.. رمضان صعب وشبانها الخمسة في الاعتقال

عائلة الهريمي.. رمضان صعب وشبانها الخمسة في الاعتقال

19 يونيو 2016
أسرة الإخوة الخمسة تمضي رمضان بدون معيل (العربي الجديد)
+ الخط -
يمرّ شهر الرحمة والغفران هذا العام على عائلة الهريمي الفلسطينية من بيت لحم، صعباً ومؤلماً بعد أن غيبت سجون الاحتلال الإسرائيلي خمسة من الأبناء عن موائد الإفطار والجلسات الرمضانية التي اعتادت العائلة عليها.

أحمد (16 عاماً) ورمزي (18 عاماً) اعتقلا مطلع أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، ويقبعان في سجني عوفر وبئر السبع، بينما اعتقل قبل أسبوعين ساجي (27 عاماً) ورامي (29 عاماً)، وهما الآن يخضعان للتحقيق في مركز توقيف "المسكوبية" بمدينة القدس المحتلة. في حين اعتقل فادي (25 عاماً) قبل نحو ثمانية أيام.

"والله العظيم وضعنا صعب، ظروفنا صعبة، كيف أصف شعور أم أولادها الخمسة في سجون الاحتلال" هي كلمات قليلة استعانت بها الأم لتعبر عن شعورها المليء بالحزن والشوق لأبنائها في السجون، قبل أن تستسلم للبكاء لما خلفة غيابهم من آلام وظروف صعبة تمر بها العائلة اليوم.

في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك تقول الأم، لـ"العربي الجديد"، إن دموعها ودموع بقية أفراد العائلة غلبتهم قبل أن يتناولوا لقمة الإفطار المغموسة بالحزن لحظة الأذان، "نفتقدهم كثيرا" تضيف الأم الحنون.

وبسبب عمليات الاعتقال تلك، تركت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأب المقعد والأم الحزينة، يتكبدان معاً آلام التفكير كيف يمضيان شهر رمضان المبارك، وهما اليوم بلا معيل، بعد أن اعتقل الاحتلال ساجي ورامي وفادي وهم من كانت العائلة تعتمد عليهم.

الأمر الصعب، كما يقول الأب محمد الهريمي، لـ"العربي الجديد"، أن رامي لديه أربعة أطفال وزوجته، في حين أن لفادي طفلتين والثانية وُلدت يوم اعتقاله، وجلّهم الآن متواجدون في منزله بلا معيل.

ويضيف الأب: "لحظة اعتقال فادي حضرت قوة كبيرة من جيش الاحتلال، دخلوا عليّ وأنا جالس على كرسي متحرك، أطبقوا على صدري واعتدوا علي، قبل أن يسحبوني إلى الشارع، وهناك ضربوني".

تريد سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن تلحق الأذى بعائلة الهريمي. وبحسب الأب، فإن مع كل عملية اعتقال يعتدون على أفراد العائلة، وينكلون بهم في الشارع، ويخربون محتويات المنزل.

الأم كانت تعتمد على أبنائها الخمسة المعتقلين لمساعدة والدهم المقعد، وباتت اليوم تعتمد على الأخوين اللذين لا يزالان خارج سجون الاحتلال، وهما يحاولان إيجاد عمل يعيل العائلة، التي أصبحت اليوم بلا معيل.

في نهاية المطاف، تصمد العائلة في وجه هجمة الاحتلال عليها وتصبر، كما أكدت لـ"العربي الجديد"، في ظل الإمكانيات الضئيلة المتوفرة لديها، وتعيش أجواء رمضان بالقوت القليل مع انعدام مصدر دخلها، لكنها لن تسمح لسلطات الاحتلال بأن تكسر عزيمتها.

المساهمون