طريق الحريات الإعلاميّة في الأردن... مسدود

طريق الحريات الإعلاميّة في الأردن... مسدود

20 مايو 2015
الرقابة تزداد... الحريات تتراجع (Getty)
+ الخط -
لم تتغيّر أوضاع الحريّات الإعلاميّة في الأردن منذ العام 2013، ولم تشهد أي تقدّم ملموس عن العام السابق. هذا ما كشفه التقرير السنوي لحالة الحريات الإعلامية في الأردن، والذي ينفذه مركز حماية وحرية الصحافيين للسنة الرابعة عشرة على التوالي.
التقرير جاء تحت عنوان "طريق مسدود"، ويُبيّن أنّ الغالبية الساحقة من الإعلاميين لا ترى تقدماً في الحريات الإعلامية، ونسبة ممّن يرونها تراجعت بشكل كبير، بلغت 19.7 بالمئة، في حين لم تتجاوز نسبة من يرونها قد تقدمت بشكل كبير نسبة 3.2 بالمئة.
وتضمن التقرير استطلاعي رأي عن الإعلام، الأول هو استطلاع رأي الصحافيين الذي يجريه المركز سنوياً بهدف قياس رأي الإعلاميين بحالة الحريات، والثاني جزء من دراسة نفذها ونشرها المركز بعنوان "تحت المجهر" لتشخيص حالة الإعلام وركزت على الجوانب المهنية وخاصة الإعلام الرسمي وأطر التنظيم الذاتي والتنوع الاجتماعي في الصحافة إضافة إلى التشريعات.
وبيّنت نتائج استطلاع حالة الحريات أنّ نسبة من يصف حالة الحريات الإعلامية في الأردن بأنها ممتازة قد تراجعت ووصلت إلى 2.4 بالمئة، وعلى العكس من ذلك وصفها 26.5 بالمئة بأنها متدنية.

إقرأ أيضاً: نقابة الصحافيين الأردنيين تحذر من كارثة إنسانية في "الدستور"

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن حالة الإحباط التي سيطرت على الصحافيين عام 2013 بقيت مستمرة إن لم تزد عام 2014، لكنّ المتوسط الحسابي لتدخل الحكومات بالإعلام خلال آخر خمس سنوات بلغ 83.7 بالمئة.
وكانت أبرز المؤشرات التي خرج بها التقرير، هو إقرار ما نسبته 95.2 بالمئة من الصحافيين المستطلعين بأنهم يمارسون الرقابة الذاتية على أنفسهم، في صعود كبير بمعدلات هذه الظاهرة التي تراجعت عام 2012 إلى 85.8 بالمئة وعاودت الصعود عام 2013 لتصل إلى 91 بالمئة.
وكشف الاستطلاع أنّ القوات المسلحة هي على رأس المواضيع التي يتجنب الصحافيون الاقتراب منها وبلغت نسبة من يرون ذلك 93.2 بالمئة. وأشار الإعلاميون إلى أنهم يخشون انتقاد الملك والعائلة الحاكمة والقصر وحتى الديوان الملكي بنسبة بلغت 90.4 بالمئة. ولا يرى 26 بالمئة من الصحافيين الذين شملهم الاستطلاع أي حالة إصلاح، بينما يرى 46.5 بالمئة أنّ حالة الإعلام في الأردن تشهد تراجعاً بدرجات مختلفة.
ووثق "مركز حماية وحرية الصحافيين"، 153 انتهاكاً وقع على إعلاميين وصحافيين خلال العام 2014 الماضي، وعرض أبرز حالات الرصد الذاتي التي قامت بها الوحدة وعملت على توثيقها. وتحدّث التقرير عن أنّ القانون بات أداةً تلجأ لها السلطات العامة بصورة متزايدة للضغط على الإعلاميين ومنها "إصدار تعاميم تحظر نشر معلومات عن الأجهزة الأمنية أو تداول بعض القضايا التي اعتبرها القانون مباشرة تمس أمن الدولة، إضافة إلى استمرار تحويل الصحافيين إلى محكمة أمن الدولة".

إقرأ أيضاً: الحكومة الأردنية تقرّ خطة "إنقاذ الصحف"


وعرض التقرير مقارنة وتحليلاً لـ 869 انتهاكاً وقعت خلال السنوات الخمس الماضية، وسجلت 35 نوعاً وشكلاً من أشكال الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون في الأردن. وبيّن التقرير أنّ أكثر الانتهاكات تكراراً، خلال فترة المقارنة، هو حجب المواقع الإلكترونية، حيث تكرر 317 مرة وبلغ ذروة تكراره عام 2013 عندما حجب 291 موقعاً إلكترونياً بموجب التعديلات على قانون المطبوعات والنشر الذي اشترط ترخيص المواقع الإلكترونية الإخبارية.

المساهمون